للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال السمعاني: وإمامان لم يتفقا لهما الحج أبو إسحاق الشيرازي، وأبو عبد الله الدامغاني. وكان الدامغاني مثل القاضي أبو يوسف حشمة وجاها، وبقي في القضاء مدة ثلاثين سنة. وكان يمشي في الموكب، وحوله القضاة، والعدول، فيمر بالروشن (١) فيقف عنده، ويقول: يرحمك الله يا فلانة كنت حارس هذا الدرب بقيراط‍ معلومة، فإذا اعتم الليل جلست تحت هذا الروشن أدرس الليل كله، وكانت أمرآة في روشنها بمردنها (٢) تغزل الليل كله، فإذا أوهمت وتوقفت في الدرس، تقول لي: ليس هكذا يا محمد، وليس لتوقفك معنى، وقد درسته قبل هذا على كذا وكذا، فأتذكره بها.

يخجل بذلك المتكبرين، ويسلي المتواضعين ذكره في (سراج المريدين) (٣).

٥٥٧ - محمد (٤) بن محمد بن عبد الرشيد السّجاونديّ

له (مقدمة) مشهورة في الفرائض، وشرح عليها.


(١) الروشن: الكوة.
ينظر: الفيروزآبادي، القاموس:٢/ ١٥٧٨.
(٢) والمردن: المغزل.
(٣) (سراج المريدين) منسوب إلى ابن عربي، محمد بن علي بن محمد، المتوفي سنة (٦٣٨ هـ‍ / ١٢٤٠ م).
ينظر: رياضي زاده () أسماء الكتب، تحقيق د. محمد التونجي (د. ط‍، مكتبة الخانجي، مصر، د. ت) ص ١٨٥؛ حاجي خليفة، كشف الظنون:٢/ ٩٨٤.
(٤) ترجمته في: القرشي، الجواهر المضية:٣٣٢،٣/ ٣٣١؛ ابن قطلوبغا، تاج التراجم:٥٧؛ حاجي خليفة، كشف الظنون:٨٥٢،١/ ٣٥٣؛ البغدادي، هدية العارفين:٢/ ١٠٦.
وفي معجم المؤلفين ١١/ ٢٣٣؛ أنه كان حيا سنة ست وتسعين وخمس مئة، وفي هدية العارفين أنه توفي في حدود سنة ست مئة.
وليس حقه هنا حسب المنهج الذي التزمه المؤلف أي حسب الحروف الهجائية.

<<  <  ج: ص:  >  >>