للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فصل في قراءات شاذة تنسب إلى الإمام (١)

قرأ: «مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ» (٢) بلفظ‍ الفعل، ونصب «يوم» على أنه مفعول به، وبه قرأ الحسن البصري وغيره.


(١) قسم الإمام الحافظ‍ المحقق العمدة، شيخ قراء عصره، أبو الخير محمد بن محمد الجزري (رحمه الله تعالى) في أوائل كتابه (النشر) تبعا لأبي محمد مكي القراءات إلى ثلاثة أقسام وتكلم على ذلك ثم قال: ومثال القسم الثالث كثير مما كتب في الشواذ، مما غالب إسناده ضعيف، كقراءات أبن مسيقع وأبي السيمال-أبي بكسر السين المهملة وبالميم المخففة وباللام-وغيرهما في «ننجيك ببدنك» «ننحيك» بالحاء، و (تكون لمن خلفك» آية بفتح اللام، وكالقراءات المنسوبة للإمام أبي حنيفة، جمعها أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي، ونقلها عنه أبو القاسم الهذلي في «كامله» وغيره؛ فإنها لا أصل لها، قال الإمام أبو العلاء الواسطي: أن الخزاعي وضع كتابا في الحروف نسبه إلى الإمام أبي حنيفة، فأخذت خط‍ الدارقطني، وجماعة، أن الكتاب موضوع لا أصل له، قال الإمام ابن الجزري: وقد رأيت الكتاب المذكور، ومنه «إنما يخشى الله من عباده العلماء» برفع الهاء ونصب الهمزة، وقد راج ذلك على كثير من المفسرين ونسبها إليه، وتكلف توجيهها، وإن الإمام أبا حنيفة لبريء منها- انتهى-كلام النشر.
وذكر الحافظ‍ الناقد أبو عبد الله الذهبي في «الميزان» وشيخ الإسلام الحافظ‍ ابن حجر في «اللسان» وشيخنا الإمام الحافظ‍ أبو الفضل جلال الدين السيوطي في «الإتقان» في علوم القرآن نحوه، ومثل شيخنا في «الإتقان» لنوع الموضوع لقراءة الخزاعي عن أبي حنيفة، ومما يؤيد كلام الجزري ومن ذكر معه أن من ألف في الشواذ قبل الخزاعي لم يتعرضوا لذلك، وكذلك من ألف في المناقب قبله لم يذكروا شيئا من ذلك، وإنما ذكره من جاء بعده، ولا يغتر بذكر جماعة من المفسرين لتلك القراءات الشاذة عن الإمام أبي حنيفة، كالإمام أبي القاسم الزمخشري وغيره، فإنهم قلدوا الخزاعي ولم يقفوا على حقيقة الحال-والله أعلم بالصواب-. ينظر: الصالحي، عقود الجمان: ص ٣١٨،٣١٧.
(٢) سورة الفاتحة: الآية ٤. القراءة المتواترة مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>