للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يديه النطع، فلما رأني، قال: يا عمر بن حبيب ما يلقاني أحد بمثل ما لقيتني من الرد والدفع.

قال، فقلت يا أمير المؤمنين إن الذي قلته، وحاولت عنه فيه إزدراء على رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وعلى ما جاء به، إذا كان أصحابه كذا بين /٤٠ أ/فالشريعة باطلة، والأحكام، والحدود مردودة، قال: فرجع إلى نفسه، ثم فكر، وقال: أجبتنى يا عمر بن حبيب.

هذا هو الذي استعدى إليه رجل على عبد الصمد بن علي بن العباس عم المنصور، فلم يحضر مجلس الحكم؛ فغلق القاضي دواته، فبلغ هارون الرشيد فقال:

والله لا يمشي إلى مجلس الحكم إلا ماشيا، قال: وكان عبد الصمد شيخا كبيرا فبسطت له اللبود، وحضر مجلس الحكم، وقضى عليه عمر بن حبيب.

وكان حاكما بالعدل لا تأخذه في الله لومة لائم، وولاه الرشيد قضاء البصرة، وكان أميرها محمد بن سليمان، فقال عمر بن حبيب ألقيتموني إلى جبار لا آمنه يعني محمد بن سليمان، فبعثوا معه مئة فارس، فكان إذا جلس للقضاء قام خمسون عن يمينه وخمسون عن يساره سماطين، فلم يكن قاضي أرهب منه، وكان لا يتكلم في الطريق أبدا.

مات سنة سبع ومئتين بالبصرة وقيل ببغداد ذكره الخطيب (١)

٤٢١ - عمر (٢) بن حبيب بن لمكيّ

جد صاحب"الهداية".

تفقه على شمس الأئمة السرخسي قال صاحب (الهداية): علق جدي هذا لأمي مسائل الأسرار (٣) على القاضي أحمد بن عبد العزيز الزوزني وكان من أكابر


(١) ينظر: تاريخ بغداد:١٩٧،١١/ ١٩٨.
(٢) ترجمته في: القرشي، الجواهر المضية:٢/ ٦٤٣ - ٦٤٥.
(٣) لعله يعني"أسرار العبادات"
ينظر: طاشر كبرى زاده، مفتاح السعادة:٣/ ٢٥ - ١٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>