للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٩٧ - الحسين (١) بن الحسن بن عطية العوفيّ

رجل جليل من أصحاب أبي حنيفة، ولي ببغداد قضاء الشرقية بعد حفص ابن غياث ثم نقل إلى قضاء عسكر المهدي.

وحدث عن أبيه، وعن الأعمش، أتته امرأة ومعها صبي ورجل، فقالت:

هذا زوجي وهذا ابني منه، فقال القاضي: هذه امرأتك؟ قال: نعم، قال: وهذا الولد منك؟ قال: أصلح الله القاضي، أنا خصي، قال: فألزمه الولد، فأخذ الصبي، ووضعه على عنقه، وانصرف، فاستقبله صديق له خصي، فقال له: من هذا الصبي معك؟ فقال: القاضي يفرق أولاد الزنا على الناس، هكذا حكاه الخطيب (٢).

وصلى المغرب (٣) مرة مع المهدي فلما قضي الصلاة قعد/٢٩ ب/في قبالته، فقام المهدي يتنفل، فقال: شيء أولى بك من النافلة، قال: ما ذاك؟ قال: سلام مولاك، غصب ضيعة، وقد صح ذلك عندي، فأمر بردها، قال المهدي: نصبح إن شاء الله، فقال: لا إلا الساعة، فأمر المهدي بردها تلك الساعة.

وكان العوفي طويل اللحية جدا، كانت تبلغ إلى ركبته، وكان سليما (٤)، فقامت إليه إمرأة، وقالت: عظمت لحيتك فأفسدت عليك، وما رأيت ميتا يحكم بين الأحياء، قال: فتريدين ماذا؟ قالت: لحيتك ما تدعك أن تفهم عني!! فقال بلحيته هكذا، ثم قال: تكلمي رحمك الله.

مات سنة إحدى ومئتين ببغداد معزولا.


(١) ترجمته في: الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد:٢٨/ ٢٩ - ٣٢؛ القرشي، الجواهر المضية: ٢/ ١٠٥ - ١٠٧؛ التميمي، الطبقات السنية:٣/ ١٢٧ - ١٣٠.
(٢) تاريخ بغداد:٨/ ٣٠.
(٣) تاريخ بغداد:٣١،٨/ ٣٠.
(٤) في"تاريخ بغداد"٨/ ٣١ بعده"معقلا".
والسليم: اللديغ، أو الجريح الذي أشفى على الهلكة.
ينظر: الفيروزآبادي، القاموس:٢/ ١٤٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>