للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العلماء وهم يكتبون ما يملي عليهم، فذكر قاضي خان مسألة خلافية بين أبي يوسف، ومحمد، فعكس قول أبي يوسف وجعله عن محمد، وقول محمد جعله عن أبي يوسف فقال له أبو بكر: أعكس، فقال قاضي خان، وإن لم أعكس، قال أبو بكر: إن لم تعكس يرد على قول أبي يوسف كذا وكذا، ويرد على قول محمد كذا وكذا، وذكر عدة مسائل؛ فنزل قاضي خان عن المنبر، واعتنقه، وقال له بعد تقبيل يده يا سيدي لعلك تكون محمد بن الفضل الكماري، قال: نعم، قال: أنت أحق بهذا المجلس مني (١).

مات ببخارى سنة إحدى وسبعين وثلاث مئة.

ومما انفرد به محمد بن الفضل في المذهب ما حكاه السروجي عنه في (الغاية) شرح (الهداية): وهو أن محمد بن الفضل كان يقول: ما تحت السرة /٤٧ ب/إلى العانة ليس بعورة لتعامل العمال بإبدائه عند الاتزار. وقال المرغيناني:

هذا ضعيف لأن التعامل بخلاف النص لا يعتبر.

٥٦٧ - محمد (٢) بن الفضل البلخيّ

الإمام المفسر.


(١) قال التميمي، بعد إيراد القصة: (كذا ساق هذه الحكاية في"الجواهر المضية"، ورأيت بخط‍ بعض أهل العلم، معزوا إلى شهاب بن الحلبي المصري إمام العينية/ما صورته: أقول وبالله التوفيق: إن هذه الحكاية باطلة لا أصل لها؛ لأن الشيخ عبد القادر مؤلف هذه الطبقات رجمه الله تعالى، ذكر في ترجمة قاضي خان أنه توفي سنة-٥٩٢ هـ‍)، وذكر هنا أن محمد بن الفضل توفي سنة (٣٨١ هـ‍)، فاستحالت هذه الحكاية، كما لا يخفى، انتهى. وهو نقد حسن واعتقاد صحيح.
ينظر: القرشي، الجواهر المضية:٣٠١،٣ الهامش رقم ٢.
(٢) ترجمته في: ابن الأثير، اللباب:١/ ٤٧٨؛ القرشي، الجواهر المضية:٣/ ٣٠٨؛ السيوطي، طبقات المفسرين، الداودي، طبقات المفسرين:٢٢٣،٢/ ٢٢٢، وفيه (توفي سنة خمس أو ست عشرة وأربع مئة ١٠٢٤ م أو ١٠٢٥ م).

<<  <  ج: ص:  >  >>