للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فامتنعت عليه، وقلت له: إن قام به رجل واحد قتل ولم يصلح للناس أمر، ولكن إن وجد عليه أعوانا صالحين، ورجلا يرأس عليهم مأمونا على دين الله، قال وكان يقتضي ذلك كلما قدم علي تقاضي الغريم الملح، فأقول له: هذا أمر لا يصلح بواحد، ما أطاقته الأنبياء حتى عقدت عليه من السماء، وهذه فريضة ليست كالفرائض بقوم لها الرجل وحده، وهذا متى أمر الرجل به وحده أشاط‍ (١) بدمه وعرض نفسه للقتل فأخاف أن يعين على قتل نفسه، ولكن ينتظر، فقد قالت الملائكة: {أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها .. }. (٢) الآية. ثم خرج إلى مرو حتى كان أبو مسلم فكلمه بكلام غليظ‍ فأخذه، فاجتمع عليه فقهاء أهل خراسان وعبادهم حتى أطلقوه، ثم عاوده فزجره ثم عاوده فقال: ما أجد شيئا أقوم به لله تعالى أفضل من مجاهدتك، ولأجاهدنك بلساني ليس بي قوة بيدي ولكن يراني الله وأنا أبغضك فيه، فقتله رحمه الله، وروى له النسائي، وأبو داود.

١٩. إبراهيم (٣) بن يوسف بن محمد بن البونيّ (٤) أبو الفرج.

فقال الذهبي (٥): إمام محراب الحنفية بدمشق، مقرئ محدث، روى عن أبي


(١) أشاط‍ يشبط‍: أذهبه. ينظر: الفيروزآبادي، القاموس:١/ ٩١٠.
(٢) سورة البقرة/الآية ٣٠.
(٣) ترجمته في: المنذري، زكي الدين أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي (ت ٦٥٦ هـ‍ / ١٢٥٨ م) التكملة لوفيات النقلة، تحقيق: بشار عواد معروف، (مؤسسة الرسالة، بيروت، ١٤٠١ هـ‍ /١٩٨١ م) ٤/ ١٩١؛ الذهبي، المشتبه في الرجال، تحقيق: علي محمد البجاوي (ط‍ ١/دار إحياء الكتب العربية، مطبعة عيسى البابي الحلبي، القاهرة،١٩٦٢) ١٠١؛ الصفدي، الوافي بالوفيات:٦/ ١٧٣؛؛ القرشي، الجواهر المضية:١/ ١١٨.
(٤) البوني: نسبة إلى بونة، مدينة بساحل أفريقية.
ينظر: ابن الأثير، اللباب:١/ ١٥٣. وزاد ياقوت أنها بين مرسى الحرز وجزيرة بني مرغناي. معجم البلدان:١/ ٧٦٤.
(٥) ينظر: الذهبي، تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، تحق يق: د. بشار عواد معروف، والشيخ شعيب الأرناؤوط‍، ود. صالح مهدي ع باس (د. ط‍، مؤسسة الرسالة، بيروت،-

<<  <  ج: ص:  >  >>