فلما ظهرت دولة الصفويين إلى الوجود في إيران، أدى نشاطهم الذي قام به دعاة الشيعة في الأناضول إلى اهتمام العثمانيين بشأنهم، حيث أن العثمانيين كانوا معروفين بتمسكهم بالمذهب السني، وكانوا يعدون الشيعة عناصر تهدد وجود الدولة العثمانية، وقد وقع اللقاء الدموي الأول بين الصفويين والعثمانيين في (جالديران) في سنة ٩٢٠ هـ /١٥١٤ م، وانتهى بنصر حاسم للعثمانيين، الذين احتلوا عقبه تبريز.
[٢ - أفغانستان]
(لاسيما خراسان): في خلال القرنين العاشر والحادي عشر الهجريين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين، ظلت بلاد أفغانستان مقسمة سياسيا بين المغول في الهند والصفويين في إيران، وقبائل الأوزبك في (ما وراء النهر).
وقد فتح علي القاري عينيه في الوقت الذي كانت فيه أفغانستان تعيش صراعا سياسيا فكانت كل واحدة من الدول أو القبائل المجاورة لهم تهتم اهتماما بالغا بالسيطرة على كابل وقندهار وهراة.
بدأ الشاه إسماعيل يوجه فكره إلى تعزيز الوحدة السياسية لإيران، بعد أن قضى على بعض حكام المنطقة، فكان عليه-من أجل تحقيق هذا الهدف-أن ينظر في أمر بقايا (الأسر التيمورية) التي تمركزت في هراة وجزء من إقليم خراسان، وفي أمر (قبائل الأوزبك) التي تمركزت في منطقة ما وراء النهر.
وبالفعل فقد استطاع الشاه إسماعيل الصفوي أن يحقق هذا الهدف بعد سلسلة من الانتصارات على مناوئيه، ولا سيما عند ما التقى الجيشان الصفوي والأوزبكي في محمودآباد في سنة ٩١٦ هـ /١٥١٠ م، ودارت رحى معركة طاحنة، انتصر فيها الشاه إسماعيل على الأوزبك.
وأعمل الشاه إسماعيل القتل في أهل مرو، وقضى فصل الشتاء في هراة، وأعلن فيها المذهب الشيعي مذهبا رسميا، على الرغم من أن أهل تلك البلاد كانوا