للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الطحاوي: حدثنا يزيد (١) بن سنان، قال: كنا عند أبي عاصم فتحدثنا ساعة، وقال بعضنا لبعض لم سمّي أبو عاصم النبيل؟ فسمع بذلك؛ فسألنا عمّا نحن فيه، وكان إذا عزم على شيء لم يقدر على خلافه؛ فذكرنا له ذلك، فقال: نعم كنا نختلف إلى زفر وكان معنا رجل من بني سعد يقال له عاصم، وكان ضعيف الحال، وكان يأتي زفر بثياب رثة، وكنت آتيه بثياب سريّة، فاستأذنت يوما فأجابتني جارية عنده وفيها عجمة يقال لها زهرة، فقالت من هذا؟ فقلت: أبو عاصم، فدخلت على مولاها، فقال لها من بالباب؟ فقالت أبو عاصم، فخرج ليقف على المستأذن عليه من هو؟ أنا أو السّعديّ، فقالت ذاك النبيل، ثم أذنت لي فدخلت عليه، وهو يضحك؛ فقلت له: وما يضحكك، أصلحك الله؟ فقال: إنّ هذه الجارية لقّبتك بلقب، لا أراه يفارقك أبدا في حياتك، ولا بعد موتك، ثم أخبرني خبرها؛ فسميت يومئذ النّبيل.

قال البخاري: سمعت أبا عاصم يقول: منذ عقلت أنّ الغيبة حرام؛ ما اغتبت أحدا قطّ‍.

مات بالبصرة سنة اثنتي عشرة ومئتين.

روى له الشيخان.


(١) هو يزيد بن سنان بن مزيد بن ذيال، الإمام الحافظ‍ الثقة، أبو خالد العبدي القزاز، مولى قريش توفي سنة (٢٦٤ هـ‍ /٨٧٧ م).
ينظر: ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل:٩/ ٢٦٧؛ الذهبي، سير أعلام النبلاء:١٢/ ٥٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>