للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

طعن في حديث القلتين (١): سمعت عبد الرزاق (٢) يقول: قال معمر (٣): ما أعرف بعد الحسن أحدا يتكلم من الفقه أحسن معرفة منه (٤)، وناهيك به أن الشافعي قال (٥) في حقه: الخلق كلهم عيال أبي حنيفة في الفقه، وفي رواية عنه (٦): من أراد أن يتبحر في الفقه فهو عيال على أبي حنيفة، وقال الشافعي (٧): قيل لمالك هل رأيت أبا حنيفة؟ قال: نعم، رأيت رجلا لو كلمك في هذه السارية أن يجعلها ذهبا لقام بحجته.

وهذا كمال انصاف مالك مع علو مقامه هنالك، وغاية مبالغته في بلاغة الإمام، وبيان المرام في جميع المقام.

وقال ابن مبارك (٨): رأيت أورع الناس فضيل (٩) بن عياض، وأعلم الناس


(١) بشأن حديث القلتين ينظر: الشافعي، أبو عبد الله محمد بن إدريس (ت ٢٠٤٥ هـ‍) مسند الشافعي، (د. ط‍، دار الكتب العلمية، بيروت، د. ت). (باب ما خرج من كتاب الوضوء) عن الوليد بن كثير عن محمد بن عباد بن جعفر عن عبد الله بن عبد الله بن عمر عن أبيه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: «إذا كان الماء قلتين لم يحمل نجسا أو خبثا) ص ٧.
(٢) هو: عبد الرزاق بن همام بن نافع، الحافظ‍ الكبير، الثقة، الشيعي، صاحب التصانيف ومنها «مصنف الكبير» المعروف المتداول. توفي سنة (٢١١ هـ‍ /٨٢٦ م)
ينظر: ابن سعد، الطبقات ٥/ ٥٤٨؛ الذهبي، تذكرة الحفاظ‍:١/ ٣٦٤.
(٣) هو معمر بن راشد، الإمام الحافظ‍، شيخ الإسلام، أبو عروة بن ابي عمرو الأزدي، مولاهم البصري، نزيل اليمن، توفي سنة (١٥٣ هـ‍ /٧٧٠ م)
ينظر: ابن سعد، الطبقات ٥/ ٥٤٦، ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل:٨/ ٢٥٥ - ٢٥٧.
(٤) ينظر: الكردري، المناقب:١/ ٤٢.
(٥) ينظر: الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد:١٣/ ٣٤٦.
(٦) م. ن
(٧) م. ن:١٣/ ٣٣٧.
(٨) ينظر: الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد:٣٤٣،١٣/ ٣٤٢.
(٩) ستأتي ترجمته برقم ٤٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>