للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعن أبي معاذ البلخي أنه قال (١): ما رأيت أحدا أفضل منه، وهو خالد بن سليمان (٢) حافظ‍ الحديث، أخذ الحديث عن الثوري، والحديث والفقه عن الإمام، وكان زاهدا صلبا في دين الله، وحين حج سفيان كان أبو معاذ عديله.

وعن شقيق (٣) بن إبراهيم البلخي: أن ذكر مناقبه من أفضل الأعمال، وهو من الزهاد والعلماء العباد.

حتى قيل: ما أخرجت بلخ مثله، وقد دخل بغداد في زي الفقراء./٤ أ/ وعليه مدرعة صوف، فرآه أبو يوسف من بعيد في موكبه وجلالته، فقال:

{وَجَعَلْنا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ} (٤) قال: نعم، ثم رآه من بعد، قال: يا أبا إسحاق أنت في كسوتك ما غيرتها قال: لا؛ لأني ما وجدت ما طلبتها، يعني الجنة، وأنت وجدت ما طلبت، أي الدنيا فغيرت كسوتك.

وعن شداد (٥) بن حكيم: لولا هو، وأصحابه لم نكن ندري ما نختار ونأخذ، وكان شداد من أزهد أهل زمانه من أئمة بلخ، صلى بوضوء اليوم ظهر الغد ستين سنة، روى عن زفر وأصحابه، مات سنة ثلاث عشرة ومئتين.

وعن ابن المبارك (٦): ذكر الإمام عند داود الطائي فقال: ذاك نجم يهتدي به الساري، ويقبله قلوب المؤمنين. وكل علم ليس بعلمه فهو بلاء على حامله، ثقة، عالم بالحلال والحرام، والنجاة من النار، مع ورع مستكمل، وخدمة دائمة.

وعن أبي يوسف (٧): أن الإمام كان يفتي في المسجد الحرام إذ وقف عليه


(١) ينظر: الكردري، المناقب:١/ ١١٠ - ١١١.
(٢) ستأتي ترجمته برقم ٢٢٣.
(٣) ستأتي ترجمته برقم ٢٧٤.
(٤) سورة الفرقان الآية ٢٠.
(٥) ستأتي ترجمته برقم ٢٦٨، وينظر: الخبر في: الكردري، المناقب:١/ ١١١.
(٦) ينظر: الكردري، المناقب:١/ ١١٢.
(٧) ينظر الكردري المناقب:١/ ١١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>