للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ليلا إلى الإمام فقدمه الإمام وأكرمه، فجعل الأعمش يعتذر فقال: دع الاعتذار وتكلم بالحاجة، فلما كلمه بحاجته قال: الفرج قريب إن يسر الله تعالى فدعا مؤذن الأعمش وقال: إذا دخل الأعمش منزله فأذن قبل انفجار الصبح وكانت العادة بالكوفة كما هو الشرع أن لا يؤذن لصلاة ما قبل دخول وقتها، فلما أذن قبل الوقت ظنت أنه وقع عليه الحنث فقالت: الحمد لله الذي أراحني منك يا سيء الخلق، فقال الأعمش لم تصبح حيلة وقعت ونعم الحيلة رحم الله أبا حنيفة دلنا عليها.

(وروى) (١) أن الأعمش لم يكن يعاشر الإمام بجميل، ولا يذكره بخير، فحلف بطلاق امرأته إن أخبرته بفناء الدقيق أو أشارته، أو أرسلت إليه، أو كتبت له، أو ذكرته لأحد يذكره إليه، فتحيرت المرأة، وطلبت المخرج فسألت الإمام، فقال الأمر سهل، شدي جراب الدقيق على تكته، أو ما قدرت عليه من ثوبه، فإذا رآه علم بفناء الدقيق بنفسه، ففعلت فلما قام من الليل وجر إزاره علم بفناء الدقيق بنفسه، فقال: والله هذه من حيل النعمان يرينا عجزنا ويفضحنا بما يشاء في نسائنا ويريهن رقة فهمنا.

(وذكر الحلبي) (٢) عن أبي يوسف قال: جاء إليه رجل وقال: حلفت أن لا أكلم امرأتي ولا تكلمني، وحلفت أيضا مثله، فأفتى سفيان بأن أيهما كلمه الآخر حنث فسأل الإمام فقال: كلمهما ولا حنث عليك، فأنكر سفيان وقال: أنه يبيح الفروج فلما اجتمعا أعاد الرجل/٧ ب/السؤال فأعاد الإمام الجواب، فقال سفيان: من أين هذا؟ قال: لما شافهته باليمين الثاني سقط‍ الأول؛ لأنها كلمته، فقال سفيان: فتح لك من العلم ما لم يفتح لنا.

(وعن) عبد العزيز بن خالد عن الإمام قال (٣): أتاني رجل وقال: ماتت أختي وفي بطنها ولد يتحرك قلت: اذهب وشق بطنها وأخرج الولد، ففعل فجاءني


(١) ينظر: الكردري، المناقب:١/ ١٧٦.
(٢) ينظر: الكردري، المناقب:١/ ١٧٦.
(٣) ستأتي ترجمته برقم ٣٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>