للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تتخلى للعبادة، وقال لأبي يوسف: أنت تميل إلى الدنيا، وقال لكل واحد من تلامذته كلاما، وكان كما قاله، وهذا من الكرامة والفراسة، وكان يقول: ذو الشرف أتم عقلا من غيره ولعله أخذه من قوله (عليه السلام): «الناس معادن كمعادن الذهب، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا» (١).

وذكر (٢) أبو العلاء الهمداني (٣)، عن أبي القاسم يوسف (٤) بن علي اليشكري صاحب «الكامل» في علم القراءة قال: مرض أبي يوسف فقيل: إنه قضى قال الإمام: لا، قيل من أين علمت؟ قال: أنه خدم العلم، فما لم يجن ثماره لا يموت وكان كما قال، حتى روي أنه كان له يوم مات سبع مئة ركاب ذهبية.

وذكر (٥) الإمام أبو القاسم بن علي الرازي قال: احتاج الإمام إلى الماء في طريق الحجاز فساوم إعرابيا قربة من ماء فلم يبعه إلا بخمسة دراهم، فاشتراه بها


(١) ينظر: ابن حنبل، مسند أحمد:٥٣٩،٣٩١،٢٦٠،٢/ ٢٥٧؛ البخاري، الصحيح:٣/ ١٢١٥، ١٢٨٨،١٢٣٨؛ مسلم، الصحيح:٢٠٣١،٤/ ١٩٥٨.
(٢) ينظر: الكردري، المناقب:١/ ٢١٨.
(٣) العطار، الإمام الحافظ‍، المقرئ، شيخ الإسلام، الحسن بن أحمد بن الحسين بن أحمد بن محمد بن سهل بن مسلمة بن عثكل بن إسحاق بن حنبل الهمداني، شيخ همدان. توفي سنة (٥٦٩ هـ‍ /١١٧٣ م).
ينظر: ابن الأثير، الكامل:١١/ ١٦٧؛ الذهبي، سير أعلام النبلاء:٢١/ ٤٠ - ٤٦.
(٤) هو: يوسف بن علي بن جبارة بن محمد بن عتيق بن سوادة، أبو القاسم الهذلي اليشكري، المقرئ الجوال، أحد من طوف الدنيا في طلب القراءات توفي سنة (٤٦٥ هـ‍ /١٠٧٢ م).
ينظر: الذهبي، معرفة القراء الكبار على الطبقات والاعصار، تحقيق: بشار عواد معروف، وشعيب الأرناؤوط‍، وصالح مهدي عباس (ط‍ ٢، مؤسسة الرسالة، بيروت،١٤٠٨ هـ‍ / ١٩٨٨ م) ٤٣٣،١/ ٤٢٩٠؛ الجزري، محمد بن محمد (٨٣٣ هـ‍ /١٤٢٩ م)، غاية النهاية في طبقات القراء، عني نشره: ج برجستر اسر،١٣٥٢ هـ‍ /٢/ ٣٩٧:١٩٩٣ - ٤٠١.
(٥) ينظر: الكردري، المناقب:١/ ٢١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>