للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالإمالة (١)، وقرأ: {إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاّ إِناثاً} (٢) بتقديم الثاء على النون، وهي قراءة ابن عباس، كأن جمع: وثنا، على: وثان، كما تقول: جمل وجمال، ثم جمع وثانا على: وثن، كما يقال: مثال ومثل، ثم أبدل الواو/١٢ أ/همزة لانضمامها، كما في قوله تعالى: {وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ} (٣) والأصل وقتت؛ لأنه من الوقت فأثن جمع الجمع، ويؤيده قراءة ابن مسعود وثنا بفتح الواو والثاء على أفراد اسم الجنس، وروي عنه أيضا أنه قرأوثنا بضم الواو والثاء، جمع وثن وأوثان مثل:

أسد وأسد وأساد.

وقرأ: {فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْها .. }. (٤) وقرأ: {لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها} (٥) بالتاء وهي قراءة ابن سيرين وتوجيهه أن كثيرا ما يؤنثون فعل المضاف المذكر إذا كانت إضافته إلى مؤنث، وقيل: إن الإيمان مصدر والمصدر كما يذكر في قوله تعالى: {فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ} (٦) كذلك يؤنث، كما قال الشاعر، شعر:

فقد عذرتنا في صحابته العذر … أنث العذر، بمعنى المعذرة.

وقرأ: (نفس) بالرفع.

قيل إنه ضعيف، ويمكن دفعه بأن إيمانها بدل اشتمال منها.


(١) الإمالة: أن تنحى بالفتحة نحو الكسرة.
ينظر: الجرجاني، التعريفات: ص ٣٧.
(٢) سورة النساء/الآية ١١٧.
(٣) سورة المرسلات: الآية ١١.
(٤) سورة الأنعام/الآية ١٠٤. بضم «أبصر».
(٥) سورة الإنعام: الآية ١٥٨.
(٦) سورة البقرة/الآية ٢٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>