للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أنهما ماتا في يوم واحد، فقال الرشيد: دفنت الفقه واللغة في الري وتشاءم به.

ودفن الإمام محمد بجبل طبرك والكسائي بقرية رنبوية، بينهما أربعة فراسخ وكان معسكره أربعة فراسخ نزل الإمام الكسائي في جانب، والإمام محمد في جانب، وقيل مرثيتهما (١):

تضرمت (٢) … الدنيا فليس خلود وما قد يرى من بهجة سيبيد

لكل امرئ منا من الموت منهل … فليس له إلا عليه ورود

ألم تر شيبا شاملا ينذر البلى … وأن الشباب الغض ليس يعود

سيأتيك ما أفنى القرون التي مضت … فكن مستعدا فالفناء عتيد

آسيت على قاضي القضاة محمد … وأذريت دمعي والفؤاد عميد

فقلت إذا ما أشفق الخطب من لنا … بإيضاحه يوما وأنت فقيد

وأوجعني موت الكسائي بعده … وكادت بي الأرض الفضاء تميد


= (١٨٠ هـ/ ٧٩٦ م) وقيل (١٨٢ هـ/ ٧٩٨ م) وقيل: (١٨٣ هـ/ ٧٩٩ م). ينظر: ابن النديم، الفهرست: ٧٢؛ الققطي، انباه الرواة: ٢/ ٢٥٦؛ ياقوت الحموي، معجم الأدباء: ١٣/ ١٦٧.
(١) هذه المرثية لأبي محمد يحيى بن المبارك اليزيدي نسب إلى يزيد بن منصور خال المهدي لصحبته إياه. رثى بها الكسائي ومحمد بن الحسن.
ينظر: السيرافي، أبو سعيد الحسن بن عبد الله (٣٦٨ هـ/ ٩٧٨ م) أخبار النحويين البصريين، اعتنى بنشره وتهذيبه فريتس كرنكو (د. ط، المطبعة الكاثوليكية، بيروت، ١٩٣٦ م) ص ٤٥، ٤٦. وينظر: ابن عبد البر، الإنتقاء: ١٧٥؛ وهي ما عدا الثامن في أخبار أبي حنيفة وأصحابه: ١٢٩؛ والأبيات الأول، ومن الرابع إلى التاسع في: تاريخ بغداد ١١/ ٤١٣؛ معجم / الأدباء: ١٣/ ٢٠١، ٢٠٢؛ إنباه الرواة: ٢/ ٢٦٨.
والأبيات؛ من الخامس إلى السابع والتاسع في: الأنساب: ٧/ ٤٣٦؛ والأبيات: الخامس والسابع والتاسع في: تاريخ بغداد: ٢/ ١٨٢.
(٢،٦،٩) سقطت هذه الأبيات من الأصل. تكملة من (الجواهر المضية): ٣/ ١٢٦.
(٢) تضرمت: احتدم غضباً. ينظر: الفيروز آبادي، القاموس: ٢/ ١٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>