للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعنه قال: لما حضرته الوفاة قال: قد ترى شدة الكلام علي فإذا سمعتني قلت كلمة الشهادة فلا تردها علي حتى تسمعني أخذت في كلام آخر، فإنما كانوا يحبون أن يكون آخر كلامهم كلمة الشهادة. لقوله (عليه السلام): «من كان آخر كلامه: لا إله إلا الله دخل الجنة» (١).

قيل (٢) لعبد الله بن المبارك أجمل لنا حسن الخلق في كلمة، قال: ترك الغضب، قلت: ولذا لما قال بعض الصحابة: أوصني يا رسول الله قال:

«لا تغضب» (٣).

وقال (٤) أبو علي الروذباري (٥): صحبته في طريق مكة فلما دخلنا البادية قال: تكون الأمير أم أكون أنا؟ قلت: بل أنت، قال: فعليك بالسمع والطاعة، فأخذ المخلاة (٦) فوضعها على عاتقه فقلت دعني أحمل، فقال: أنا الأمير أم أنت؟.

فمكثنا ذات ليلة إذ أخذ المطر فأخذ الكساء فأظلني إلى الصباح، فوددت أني مت ولم أقل كن أميرا، فلما أردت الإفتراق قال: يا أبا علي إذا صحبت إنسانا فاصحبه هكذا.

ولابن المبارك شعر (٧):

إذا رافقت في الأسفار قوما … فكن لهم كذي الرحم الشقيق


(١) ينظر: ابن حنبل، مسند أحمد:٢٤٧،٥/ ٢٣٣؛ أبو داود، سنن أبي داود:٣/ ١٩٠
(٢) ينظر: الكردري، المناقب:٢/ ١٧٢.
(٣) ينظر: البخاري، الصحيح:٥/ ٢٢٦٧؛ أبو داود، سنن أبي داود:٣/ ١٩٠.
(٤) ينظر: الكردري، المناقب:٢/ ١٧٢.
(٥) هو: أحمد ابن محمد بن القاسم بن منصور، أبو علي الصوفي الروذباري، سكن مصر، صحب الجنيد، وأبا الحسين النوري، وابا حمزة البغدادي وغيرهم، توفي سنة (٣٢٢ هـ‍ / ٩٣٣ م). ينظر: السمعاني، الأنساب:٣/ ١٠٠؛ الذهبي، سير أعلام النبلاء:١٧/ ٢١٩.
(٦) المخلاة: القدر
ينظر: الفيروزآبادي، القاموس:٢/ ١٦٨١.
(٧) ينظر: الكردري، المناقب:٢/ ١٧١ - ١٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>