للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ويروى (١) أنه قاتل علجا فدخل وقت صلاة العلج، فاستمهله، فلما سجد الكافر للشمس أراد أن يضربه بالسيف، فسمع صوتا من الهواء: {وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلاً .. }. (٢) فأمسك، فلما فرغ المجوسي قال: لم أمسكت عن قصدك؟ فحكى له ما سمع، فقال الكافر: نعم الرب رب يعاتب وليه على عدوه، فأسلم وحسن إسلامه.

وعن عبد الله بن سنان قال (٣): كنت معه ومع المعتمر بن سليمان بطرسوس فصاح الناس النفير؛ فلما اصطف الناس خرج علج رومي يطلب البراز، فخرج إليه مسلم فقتله، ثم وثم (٤) حتى قتل ستة من المسلمين، ثم لم يخرج إليه أحد، فلما رأى ابن المبارك ذلك أوصى إليه وقال: إن قتلت فأفعل كذا وكذا، فخرج فقتله وقتل ستة من الكافرين ثم امتنعوا عنه، فغاب ثم نظرته فإذا هو بالمكان الذي كان فيه، وكان يحضر القتال ويقاتل ويبلى بلاء حسنا فإذا كان وقت القسمة غاب، فقيل له في ذلك فقال: يعرفني الذي أقاتل له ومناقبه كثيرة ومراتبه شهيرة وفي هذا مقنع لأرباب الألباب في هذا الباب.


(١) ينظر: الكردري، المناقب:٢/ ١٨١.
(٢) سورة الإسراء/الآية ٣٤.
(٣) ينظر: الكردري، المناقب:١٨٢،٢/ ١٨١.
(٤) المواثمة في العدو: المضابرة، كأنه يرمي بنفسه. ينظر: الفيروزآبادي، القاموس:٢/ ١٥٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>