للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

اثنان، كما صرح به صاحب (القاموس) في طبقاته للحنفية، مولده سنة خمس وثلاث مئة، سكن بغداد (١). وعنه أخذ فقهاؤها، وإليه انتهت رئاسة الأصحاب.

قال الخطيب (٢): هو إمام أصحاب أبي حنيفة في وقته، وكان مشهورا بالزهد خوطب في أن يلي القضاء فامتنع، وأعيد عليه الخطاب فلم يفعل، تفقه على أبي سهل (٣) الزجاجي، وتفقه على أبي الحسن الكرخي، وبه انتفع. وعليه تخرج، وقد دخل بغداد سنة خمس وعشرين، ودرس على الكرخي، ثم خرج إلى الأهواز، ثم عاد إلى بغداد، ثم خرج إلى نيسابور مع الحاكم النيسابوري، برأي شيخه أبي الحسن الكرخي، ومشورته، فمات الكرخي، وهو بنيسابور، ثم عاد إلى بغداد سنة أربع وأربعين وثلاث مئة.

وتفقه عليه جماعة منهم أبو عبد الله محمد (٤) بن يحيى الجرجاني شيخ القدوري وأبو الحسين محمد (٥) بن أحمد الزعفراني. وروى الحديث عن عبد الباقي (٦) بن قانع وأكثر عنه في «أحكام القرآن» (٧) وله من المصنفات «أحكام


(١) الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد:٤/ ٣١٤.
(٢) تاريخ بغداد:٤/ ٣١٤.
(٣) أبو سهل الزجاجي، صاحب كتاب (الرياض) درس علي أبي الحسن الكرخي، وتفقه به فقهاء نيسابور من أصحاب الإمام، والزجاجي نسبة إلى عمل الزجاج.
ينظر: القرشي، الجواهر المضية:٥٢،٤/ ٥١.
(٤) ستأتي ترجمته برقم ٦٠٩.
(٥) هو محمد بن أحمد بن أحمد بن محمد بن عبدوس بن كامل أبو الحسين الدلال، عرف بالزعفراني، وكان فقيها صالحا ثقة، توفي سنة (٣٩٤ هـ‍ /١٠٠٣ م).
ينظر: القرشي، الجواهر المضية:١/ ١٧؛ اللكنوي، الفوائد البهية:١٥٥.
(٦) هو عبد الباقي بن نافع بن مرزوق، أبو الحسين الحافظ‍ البغدادي، قال عنه الدارقطني: (كان يحفظ‍ لكنه كان يخطئ، ويصيب، وثقة الخطيب البغدادي، توفي سنة ٣٥١ هـ‍ /٩٦٢ م).
ينظر: الخطيب البغدادي تاريخ بغداد:١١/ ٨٨؛ الذهبي، العبر:٢/ ٢٩٢؛ القرشي، الجواهر المضية: ٢/ ٣٥٥.
(٧) أحكام القرآن للجصاص مطبوع متداول.

<<  <  ج: ص:  >  >>