للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يظهر منه شيء، وكان لا يأكل إلا من كسب يده تدينا، ينسخ ويأكل، وكان لا يجلس للقضاء، ولا للإشتغال، حتى ينسخ كراسة يأخذ أجرته عشرة دراهم.

أفتى بجامع المنصور خمسين سنة، ودرس أربعين سنة وكان أبوه مجوسيا واسمه بهزاد، فأسلم فسماه ابنه أبو سعيد عبد الله والسيرافي بكسر السين وسكون التحتية نسبة إلى مدينة سيراف (١)، وهي من بلاد فارس على ساحل البحر مما يلي كرمان وكان كثيرا ما ينشد في مجالسه، شعر:

أسكن إلى سكن تسر به … ذهب الزمان وأنت منفرد

ترجوا غدا وغدا كحاملة … في الحي لا يدرون ما تلد

وألف"أخبار النحاة" (٢) و"الوقف والابتداء"و"صنعة الشعر"، و"البلاغة"وشرح "مقصورة"ابن دريد، و"المدخل إلى كتاب سيبويه"و"ألفات القطع والوصل" و"الإقناع"في النحو، وكمله ولده وكان أبو حيان التوحيدي يعظمه غاية، حتى ملأ تصانيفه بذكره.

وحكي عنه انه قال: حضرت مجلس أبي بكر بن دريد ولم أكن قبل ذلك رأيته، فجلست في ذيل المجلس، وأنشد أحد الحاضرين بيتين يعزيان إلى آدم (عليه السلام) قالهما لما قتل ابنه قابيل أخاه هابيل وهما، شعر:

تغيرت البلاد ومن عليها … فوجه الأرض مغبر قبيح

تغير كل ذي حسن وطيب … وقل بشاشة الوجه المليح


(١) ينظر: السمعاني، الأنساب:٣/ ٣٥٧؛ ياقوت الحموي، معجم البلدان:٣/ ٢١٢.
(٢) ويسمى"أخبار النحويين البصريين"مطبوع، أعتنى بنشره: فريتس كرنكو، بيروت، المطبعة الكاثوليكية،١٩٣٦ م. تحقيق: طه الزيني، ومحمد عبد المنعم خفاجي، القاهرة،١٩٥٥ م.
ينظر: عبد الجبار عبد الرحمن، ذخائر التراث العربي الإسلامي:١/ ٥٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>