للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي كتاب (سر السرور) حكى بعض أصحابه أن المنجمة حكمت بطوفان في بعض السنين لاجتماع الكواكب في بعض البروج المائية؛ فلم يظهر لهم أثر إصابة،.

فقال الشيخ أبو الحسن: شعر:

حكمتم بطوفان ولم يك طوفان … فقولكم إفك وزور وبهتان

فإن يصيغ مصيغ بعد ذا المنجم … فلله صم في البلاد وعميان

قلت: ويظهره ما حكي أن المنجمين حكموا في ليلة أنه يجيء فيها ريح شديدة بحيث ترمي الأشجار الكثيرة، وتهدم المنارة الكبيرة، فوضع مؤمن موقن سراجا فوق المنارة، فلم يأت تلك الليلة هواء قدر ما يطفئ ناره، فصدق الله كلام رسوله في كذب المنجمين (١).

وقال بعضهم: وجدت على ظهر بعض الدفاتر منسبا إلى الشيخ أبي الحسن شعر:

الصدر محبوب ولكنه … يصلح للفائق (٢) والمائق (٣)

ففائق يرفعه علمه … ومائق يعمي عن الفائق

قلت: ولعله مقتبس من حديث «كل الناس يغدو فبائع نفسه فيوبقه أو يعتقه» (٤) أو كما قال عليه الصلاة والسلام.


(١) جاءت روايات كثيرة بالنهي عن إتيان الكهان والمنجمين والعراف وأصحاب الرمل والطوارق بالحصى وبالشعير ونحو ذلك منها، عن ابن عباس رضى الله عنهما قال: قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (من أقتبس علما من النجوم، أقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد). ينظر: ابن ماجة، سنن ابن ماجة (باب تعلم النجوم):٢/ ١٢٢٨؛ أبو داود، سنن أبي داود (باب في النجوم): ٤/ ١٥.
(٢) الفائق: الخيار من كل شيء.
ينظر: الفيروز آبادي، القاموس:٢/ ١٢١٩.
(٣) المائق: أمواق، والحمق في غباوة، يقال: أحمق مائق.
ينظر: الفيروز آبادي، القاموس:٢/ ١٢٢٥.
(٤) ينظر: مسلم، الصحيح:١/ ٢٠٣؛ ابن حبان، الصحيح:٣/ ١٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>