للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشافعية في طبقاتهم، قال الإمام أبو المعالي الجويني (١) كان شافعيا، تفقه على أبي إسحاق المروزي، وقال مسعود بن شيبة في كتاب (التعليم): كان حنفي المذهب، معتزلي الكلام، الظاهر أنه لا ذا ولا ذا.

انتهى كلام المجد.

قال ابن الصياد: ذكره القاضي عياض في (المدارك) (٢): أنه مالكي المذهب، وبالجملة فقد نازعته الطوائف. انتهى.

والظاهر أنه قرأ على بعض العلماء في زمانه من أصحاب كل مذهب مع علو شأنه، فنسبه كل صاحب مذهب بعده إلى أقرانه، وهو إما كان مقلدا للإمام، وإما لم يكن مقلدا كما أشار إليه الفيروزآبادي بقوله: لا ذا ولا ذا-يعني بل كان إما مجتهدا، أو مختارا لما يكون اصح عنده، وأقوى، وأحوط‍، وأتقى، كما هو طريقة الصوفية الصفية المرضية، ولا يبعد أنه لما احتج بكلامه في الأصول أصحاب المذاهب المختلفة في الفروع ظن بعض المتأخرين من كل مذهب أنه على ذهبه، والأظهر أنه كان حنفيا في الفروع كما هو شأن غالبية المعتزلة، وإن خالفوا أبا حنيفة في الأصول، هذا قد خطر بالبال أنه لعله كان أولا على مذهب الاعتزال، ثم صار آخر الأمر من أرباب الكمال بحسب الأقوال والأفعال والله أعلم بحقيقة الأحوال.


(١) أبو المعالي الجويني: عبد الملك بن عبد الله بن يوسف الجويني من فقها الشافعية الكبار توفي سنة (٤٧٨ هـ‍ /١٠٨٥ م).
ينظر: السبكي، طبقات الشافعية الكبرى:٥/ ١٦٥ - ٢٢٢.
(٢) لم يرد في (المدارك) ذكر علي بن إسماعيل الأشعري، إنما ورد علي بن إسماعيل البغدادي المعتزلي لعله هو المقصود بكلام ابن الصياد.
ينظر: القاضي عياض، ترتيب المدارك وتقريب المسالك، تحقيق: د. أحمد بكير محمود (د. ط‍، دار مكتبة الحياة،١٣٨٧ هـ‍ /١٩٦٧ م) ٢/ ٤٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>