للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال ابن النجار: ورد بغداد في سنة سبع وثلاثين وثلاث مئة، راجعا من الحج، فلزم أبا الحسن الكرخي، وبلغ في الفقه مبلغا عظيما، ودرس الكلام قبل ذلك وبعده على الحسين بن علي البصيري، والفقه أيضا، برع فيهما، وكان يستفتي دائما في الحوادث، فيجيب بخطه أحسن جواب بأجود عبارة، إلا أنه إذا تكلم بانت العجمة في لسانه، وقلده معز (١) الدولة النقابة على العلويين ببغداد.

قال القاضي أبو علي التنوخي: لم أر فيما علمت أفضل منه في دين، وعلم، وعفة، وعمل، واجتهاد، وورع، وكثرة صلاة، ولقد صحبته فيما كنت أراه أكثر الليل إلا مصليا، قارئا، وأكثر النهار مقيما بين درس بالقرآن، أو العلم، وقال:

ولم يزل ببغداد، تبايعه على الإمامة جماعة، ولا يقدر على الخروج من أجل معز الدولة، فلما كان سنة ثلاث وخمسين وثلاث مئة، خرج معز الدولة إلى الموصل، واستخلف ابنه بغداد، فخرج مختفيا حتى لحق ببلاد (الديلم، وبايعته بالإمامة، وتلقب بالمهتدي لدين الله) (٢).

ومات سنة تسع وخمسين وثلاث مئة.


(١) هو السلطان أبو الحسن أحمد بن بويه بن فناخسرو بن تمام بن كوهي الديلمي الفارسي، كان أبوه سماكا ربما احتطب، تملك العراق نيفا وعشرين سنة. توفي سنة (٣٥٦ هـ‍ /٩٦٦ م).
ينظر: ابن الأثير، الكامل:٨/ ٥٧٣ - ٥٨٠؛ الذهبي، سير اعلام النبلاء:١٦/ ١٨٩.
(٢) ذكر ابن الأثير في حوادث سنة (٣٥٣ هـ‍ /٩٦٤ م): هروب أبي عبد الله محمد بن الحسين المعروف بابن الداعي من بغداد، وسيره نحو بلاد الديلم، وأجتمع عليه بها عشرة آلاف رجل، وتلقب ابن الداعي بالمهتدي لدين الله. (الكامل:٨/ ٥٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>