للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشيخ العلامة قطب الدين الشيرازي صاحب (شرح مقدمة ابن الحاجب)، و (المفتاح) للسكاكي، فلما دخل عليه، جلس عنده، سكت زمانا، والشيخ لا يكلمه.

ثم بعد ذلك ذكر له حكاية قال مولانا جلال الدين: كان الصدر جهان (١) عالم بخارى يخرج من مدرسته، ويتوجه إلى بستان له، فيمر بفقير على الطريق في مسجد فيسأله، فلم يتفق أنه يعطيه شيئا، وأقام على ذلك مدة سنين كثيرة، فقال الفقير لأصحابه: ألقوا على ثوبا، وأظهروا أني ميت فإذا مر الصدر جهان، فأسألوه شيئا.

فلما مر الصدر جهان، قالوا: يا سيدي هذا ميت.

فدفع لهم شيئا من الدراهم، فنهض الفقير، فألقى الثوب عنه فقال له الصدر جهان: لو لم تمت ما أعطيتك شيئا.

فلما فرغ مولانا جلال الدين من الحكاية خرج الشيخ قطب الدين على وجهه؛ ذلك أن الشيخ جلال الدين فهم عن الشيخ قطب الدين أنه جاءه ممتحنا له.

مات سنة اثتين وثمانين وست مئة.

ثم إن الشيخ جلال الدين انقطع، وتجرد، وهام، وترك التصنيف، والاشتغال؛ وسبب ذلك أنه كان يوما جالسا في بيته، وحوله الكتب والطلبة فدخل عليه الشيخ شمس الدين التبريزي الصالح المشهور، وجلس وقال للشيخ: ما هذا؟ وأشار إلى الكتب، والحالة التي هو عليها، فقال له مولانا جلال الدين: هذا لا تعرفه فما فرغ من هذا اللفظ‍ إلا والنار عمالة في البيت، والكتب.

فقال مولانا جلال الدين: ما هذا؟

فقال له التبريزي: هذا لا تعرفه.


(١) تقدمت ترجمته برقم ٥٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>