للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومن شعره (١)

سبقت العالمين إلى المعالي … بصائب فكرة وعلو همه

ولاح بحكمتي نور الهدى في … ليال بالضلالة مدلهمه

يريد الجاحدون ليطفئوه … فيأبى الله إلا أن يتمه

تفقه صاحب «البدائع» على محمد (٢) بن أحمد السمرقندي، وقرأ عليه معظم تصانيفه مثل «التحفة» في الفقه، وغيرها من كتب الأصول وزوجه شيخه المذكور ابنته فاطمة الفقيهة العالمة وستأتي. وقيل: إن سبب تزويجه ابنة شيخه؛ إنها كانت من حسان النساء، وكانت حفظت «التحفة» تصنيف والدها، وطلبها جماعة من ملوك بلاد الروم، ولما صنف كتاب «البدائع» وهو شرح «التحفة» و «التحفة» شرح «القدوري»، وعرضه على شيخه ازداد فرحا به، وزوجه ابنته، وجعل مهرها منه ذلك؛ فقال الفقهاء في عصره: شرح «تحفته» وزوجه ابنته، وأرسل (٣) رسولا/٥٦ أ/من ملك الروم إلى نور الدين محمود بحلب؛ وسبب ذلك أنه تناظر مع فقيه ببلاد الروم في مسألة المجتهدين هل هما مصيبان أم أحدهما مخطئ، فقال الفقيه: المنقول عن أبي حنيفة أن كل مجتهد مصيب، فقال: الكاساني: لا، بل، الصحيح عن أبي حنيفة أن المجتهدين مصيب، ومخطئ، والحق في جهة واحدة، وهو الذي تقوله مذهب المعتزلة.

وجرى بينهما كلام في ذلك؛ فرفع الكاساني على الفقيه المقرعة، فقال ملك الروم: هذا افتيات (٤) على الفقيه فاصرفه عنا، فقال الوزير: هذا الرجل كبير محترم لا ينبغي أن يصرف بل نوجهه رسولا إلى الملك نور الدين محمود؛ فأرسل إلى


(١) الأبيات في: القرشي، الجواهر المضية:٤/ ٢٥؛ ابن قطلوبغا، تاج التراجم:٨٥؛ اللكنوي، الفوائد البهية:٥٣.
(٢) تقدمت ترجمته برقم ٤٦٨.
(٣) الخبر والقصة في: ابن النديم، بغية الطلب:١٠/ ٤٣٥١.
(٤) افتات: اختلف واستبد. ينظر: الفيروزآبادي، القاموس:١/ ٢٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>