للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أطعنا رسول الله ما دام بَيْنَنَا ... فَيَا عَجَبًا مَا بَالُ مُلْكِ أَبِي بَكْرِ ١

قَالَ: وسَمِعْتُ ابْنُ عَائشة يقول: العِقَال الحَبْلُ وذَلِكَ أَنَّ الصَّدَقَةَ كانت إذا هُبِطَ بِهَا إلى رَسُولِ اللَّه عَقِلَ بِكُلِّ عِقَالٍ بَعِيرَان.

قَالَ أَبُو سُلَيْمَان: واسمُ الحَبْلَ الَّذي يَقْرَنُ ٢ بِهِ البَعِيرَان القَرَن مَفْتُوحَةُ الرَّاء ويُجْمَعُ عَلى الأَقْرَان والقَرَن أيضا البَعِير المقرون بآخر ٣ قَالَ الشاعر: [١٩]

وَلَو عِنْدَ غَسَّانُ السُّلَيْطِيّ عَرَّسَتْ ... رَغَا قَرَنٌ مِنْهَا وكاسَ عَقِيرُ

وفيه قَوْلٌ آَخَر ذَهَبَ إِلَيْهِ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ قَالَ العَرَبُ تَقُولُ: أَفرضَتْ إبلكم ٤ إذا وَجَبَتْ فِيهَا الفريضةُ وأَشنَقَتْ إبِلكم.

قَالَ: والشَنَقُ أن يكون في خَمْسٍ مِن الإِبِل شَاةٌ وفي عَشْرٍ شَاتَان إلى أَنْ تَبْلُغَ خَمْسًا وعِشْرِين فإذا وَجَبَتْ فيها ابنَةُ مَخَاضٍ فهي العِقَالُ.

وفِيهِ قَوْلٌ آَخَر يُحْكَى عَن بَعْضِ أَهْلِ العِلْم قَال: قَوْله لو مَنَعُونِي عِقَالا مَعْنَاهُ ما يُسَاوِي عقالا.


١ تاريخ الطبري "٣/ ٢٢٣" برواية:
أَطْعنا رَسُولَ الله ما كَانَ بيننا ... فيال عباد الله ما لأبي بكر
وجاء بعده ثلاث أبيات وتقدم في الجزء الأول, لوحة "٢٠٥".
٢ س, ط: "يعفل به".
٣ قال ابن بري في اللسان "قرن": وأنكر علي بن حمزة أن يكون القرن البعير المقرون بآخر, وقال: إنما القرن الحبل الذي يقرن به البعير. وأما قول الأعور: "رَغَا قَرَنٌ مِنْهَا وكاسَ عَقِيرُ" فإنه على حذف مضاف مثل: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} والبيت في اللسان والتاج "قرن" وعزى للأعور النبهاني يهجو جريرا ويمدح غسان السلطي وقبله:
أقول لها أمي سلطان بأرضها ... فبئس مناخ النازلين جرير
وقي "كوس" برواية: "رغا فرق منها".
٤ س, ط: "أفرضت إبلك".

<<  <  ج: ص:  >  >>