للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نصب بيدعو، عمل فيه «يدعو» مؤخّرا، فالتقدير: يدعو الوثن الذى هو الضلال البعيد. وقوله: {لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ} مستأنف مبتدأ، وخبره {لَبِئْسَ الْمَوْلى}.

واستدلّ على أن أسماء الإشارة قد استعملت بمعنى الأسماء النّواقص، المفتقرة إلى الصّلات بقوله: {وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى} (١) قال: المعنى: وما الّتى بيمينك؟ وبقول يزيد بن مفرّغ (٢):

عدس ما لعبّاد عليك إمارة ... نجوت وهذا تحملين طليق

قال: أراد: والذى تحملين.

وقد قيل فى الآية غير ما قاله الزجّاج، وهو أن {تِلْكَ} على بابها من الإشارة، {بِيَمِينِكَ} فى موضع الحال، وكذلك «هذا» فى بيت ابن مفرّغ، اسم إشارة، وموضع «تحملين» نصب على الحال.

وإجازة استعمال أسماء الإشارة على الإطلاق بمعنى الأسماء النّواقص المستعملة بالألف واللام، مذهب للكوفيين، ووافقهم سيبويه (٣) فى اسم واحد من أسماء الإشارة، وهو «ذا» «إذا انضمّ إلى «ما» فى نحو قولك: ماذا فعلت؟ وماذا تفعل؟ وله فى ذلك مذهبان، أحدهما: أن يركّب «ذا» مع «ما» فيجعلهما اسما واحدا بمعنى قولك: أىّ شيء؟ ويحكم على موضعه بالنصب، على أنه مفعول، نصبه ما بعده، وجوابه منصوب مثله بإضمار فعل، مثل الذى ظهر، وتمثيل ذلك أن يقال: ماذا أكلت؟ فتقول: خبزا، فتضمر: أكلت.


(١) سورة طه ١٧.
(٢) ديوانه ص ١١٥، وهو بيت سيّار، انظر تخريجه فى كتاب الشعر ص ٣٨٨.
(٣) الكتاب ٢/ ٤١٦،٤١٧، والإنصاف ص ٧١٧.