للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مسألة]

الفرق بين اسم الفاعل والمصدر فى العمل: أنّ اسم الفاعل يضاف إلى المفعول، ولا يضاف إلى الفاعل؛ لأن اسم الفاعل عبارة عن الفاعل، والشىء لا يضاف إلى نفسه، والمصدر يضاف إلى الفاعل والمفعول.

واسم الفاعل يعمل إذا كان للحال أو الاستقبال، ولا يعمل إذا كان لما مضى؛ وذلك لأنّ اسم الفاعل يشبه الفعل المضارع، ولا يشبه الماضى، من جهة أنه يجرى على المضارع، فى حركاته وسكونه وعدد حروفه، فمدحرج جار على يدحرج، وليس بجار على دحرج، فلمّا أشبهه بجريانه عليه حمل عليه فى العمل، وحمل الفعل على اسم الفاعل فى الإعراب. والمصدر يعمل إن كان للماضى من الزّمان أو الحاضر أو المستقبل.

ومن الفرق بينهما أن المصدر يعمل معتمدا وغير معتمد، واسم الفاعل لا يعمل عند سيبويه إلاّ معتمدا، واعتماده أن يكون وصفا أو خبرا أو حالا، فيعتمد على الموصوف، أو المخبر عنه، أو ذى الحال.

واسم الفاعل يضمر الفاعل فيه، والمصدر يحذف الفاعل منه، وإنما أضمر الفاعل فى اسم الفاعل؛ لأنّه مشتقّ من الفعل، فأضمروا فيه الفاعل، كما أضمروه فى الفعل. والمصدر بعكس ذلك؛ لأن الفعل مشتقّ منه.

واسم الفاعل يتقدّم منصوبه عليه، كما يتقدّم على الفعل، والمصدر لا يتقدّم عليه منصوبه؛ لأنّ المصدر المعمل عمل الفعل مقدّر بأن والفعل، و «أن» حرف موصول، والصّلة لا تتقدّم على الموصول؛ لأنهما بمنزلة كلمة، فإن شئت قدّرته بأن وفعل سمّى فاعله، وإن شئت بأن وفعل لم يسمّ فاعله، فالأول كقول الله