للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر أن كلام الرمانى فى الآية الكريمة كلام من نظر فى كتاب الفراء.

هذا وقد حكى ابن الشجرىّ رأى الرمانىّ فى زيادة الباء فى {كَفى بِاللهِ} ولم ينسبه إليه، ونبّه على هذا البغدادىّ فى شرح أبيات المغنى (١).

ابن جنّى-أبو الفتح عثمان بن جنى

(٣٩٢ هـ‍)

وأبو الفتح من عرفت-نفاذ بصيرة ولطافة حسّ-فتح للعربية آفاقا رحبة، وكشف عن جوانب فذّة منها، أضاءت الطريق للباحثين والدارسين، قديما وحديثا.

ولابن الشجرى خصوصية بابن جنى، فقد شرح كتابيه: التصريف الملوكى، واللمع، وقد أفاد ابن الشجرى من ابن جنى، ووقف منه موقفه من أعلام العربية: ناقلا وشارحا وناقدا. ولا سبيل إلى ذكر كلّ المواضع التى نقل فيها ابن الشجرى عن ابن جنى، فقد امتلأ كتاب الأمالى بأقوال ابن جنى، وكان أبو الفتح أوّل علم يحكى عنه ابن الشجرى فى المجلس الأول من الأمالى. ولكن الذى يعنينى هو تلك المواطن التى ذكر فيها ابن الشجرى آراء ابن جنى دون أن يعزوها إليه، أو تلك الآراء التى ساقها ابن الشجرى غير منسوبة، ورأيت فيها مشابه من كلام ابن جنى، وكذلك الآراء التى نصره أو تعقّبه فيها. فمن ذلك:

١ - ذكر ابن الشجرى فى قول عدىّ بن زيد:

لم أر مثل الأقوام فى غبن الأيام ينسون ما عواقبها.

قال (٢): وقوله: «ما عواقبها» ما استفهامية، و «ينسون» معلّق، كما علّق نقيضه وهو يعلمون، فالتقدير: ينسون أىّ شيء عواقبها.

وقد ذكرت فى تحقيقى أن هذا من كلام ابن جنى فى كتابه المحتسب.


(١) ٢/ ٣٤٧،٣٤٨، وأمالى ابن الشجرى، المجلس الموفى الثلاثين.
(٢) المجلس الحادى عشر.

<<  <  ج: ص:  >  >>