للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا وقد رأيت فى كلام ابن الخشاب فى كتابه «المرتجل» مشابه من كلام ابن الشجرى، وذلك فيما ذكره فى نقض كلام الجرمى، فى وزن «كلتا» (١).

[رواية الأمالى]

احتفظت النسخة الهندية من الأمالى بذكر السند فى أولها، ويبدأ السند بأبى حفص عمر بن محمد بن طبرزد البغدادى، الذى أقرأ الأمالى بدمشق سنة ثلاث وستمائة، رواية عن ابن الشجرى ببغداد، ولم يصرّح المسند الأول الذى روى عن ابن طبرزد، باسمه.

وقد خلت «الأمالى» من مقدمة، حيث بدأ الكلام بالمجلس الأول مباشرة، وهذه الظاهرة ملحوظة أيضا فى كتابى ابن الشجرى: الحماسة، ومختارات شعراء العرب، فقد خلا هذان الكتابان أيضا من مقدمة، حيث بدأت الحماسة بشعر لمحرز بن المكعبر الضبى، وبدأت المختارات بقصيدة لقيط بن يعمر. وقد أشرت إلى ذلك فى حديثى عن «مصنفات ابن الشجرى» فى الباب الأول.

[علوم العربية فى الأمالى]

ذكر ابن خلكان أن كتاب الأمالى قد اشتمل على فوائد جمّة من فنون الأدب، وذكر اليافعىّ أن الأمالى تضمنت خمسة فنون من الأدب (٢).

فما هى فنون الأدب عند الأقدمين؟ يقول أبو جعفر أحمد بن يوسف الأندلسى المتوفى سنة ٧٧٩ هـ‍: علوم الأدب ستة: اللغة والصرف والنحو، والمعانى والبيان والبديع (٣).

وقد أفسح ابن الشجرى «أماليه» لهذه الفنون المذكورة، وأيضا عالج مسائل من العروض والقوافى، والتاريخ والأخبار، والجغرافيا والبلدان، ثم الأدب بمعناه الحديث، من نقد وموازنة.


(١) المرتجل شرح الجمل ص ٦٧، ويقارن بالأمالى-المجلس الثالث والخمسين.
(٢) وفيات الأعيان ومرآة الجنان، الموضع المذكور فى صدر ترجمة ابن الشجرى.
(٣) خزانة الأدب ١/ ٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>