للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المجلس الحادى والخمسون

يتضمّن ذكر ما دخلته الهاء للتكثير والمبالغة فى

الوصف، ثم ما يلى ذلك من ذكر حذف اللاّمات

زادوا الهاء للتكثير والمبالغة فى الوصف، فى قولهم: رجل علاّمة ونسّابة وسأّالة، وراوية للشّعر، وكذلك قولهم: رجل فروقة وملولة وحمولة، دلّت الهاء فيه على كثرة الفرق والملل والاحتمال، وكذلك امرأة فروقة وملولة وحمولة، دخلتهنّ الهاء لما ذكرناه من التكثير والمبالغة، لا للتأنيث، ألا ترى أنهم لم يدخلوا الهاء فى فعول وصفا للمرأة، نحو امرأة صبور وشكور وغدور ولعوب، كما جاء فى التنزيل: {تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً} (١) وامرأة نصوح.

ومثل إدخالهم الهاء للمعنى الذى ذكرته فى قولهم: علاّمة ونسّابة، إدخالهم إيّاها فى قولهم: رجل لحّانة، ورجل هلباجة جخابة فقاقة، مخفّفان، بوزن سحابة.

ومن النحويّين من نصب «كافّة» من قوله تعالى: {وَما أَرْسَلْناكَ إِلاّ كَافَّةً لِلنّاسِ} (٢) على الحال من الناس، وجعل اللام بمعنى إلى، كما جاءت بمعناها فى قوله:

{بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها} (٣) إليها، كما قال: {وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ} (٤) وقالوا:


(١) سورة التحريم ٨.
(٢) سورة سبأ ٢٨، وانظر ما يأتى فى المجلس الحادى والسبعين.
(٣) سورة الزلزلة ٥.
(٤) سورة النحل ٦٨.