للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[فصل]

/ قد ذكرت فيما مضى (١) الحذف الواقع باسم المفعول المعتلّ العين، المأخوذ من نحو: خاف وحاز وهاب وباع، وذكرت اختلاف النحويين فى الحرف المحذوف منه، ذكرا مستوفى، غير أنّى ألمّ بذكر ذلك هاهنا تكملة لذكر الحذوف.

فأقول: إنّ أصل اسم المفعول من الخوف: مخووف، ومن الهيبة:

مهيوب، ومذهب الخليل وسيبويه أن الواو الزائد فى نحو: مخووف، هو المحذوف، لكونه زائدا، والزائد أحقّ بالحذف من الأصلىّ، وطريق حذفه أنهم ألقوا ضمّة الواو الأوّل على الساكن الذى قبله، ثم حذفوا الثانى، لالتقائهما ساكنين، فوزن مخوف إذن: مفعل.

وكذلك القول فى ذوات الياء (٢) [أنّ ضمّة الياء من] مهيوب ومبيوع ونحوهما، ألقيت على الساكن، ثم حذفت الواو لسكونها وسكون الياء وكسر ما قبل الياء، لئلاّ تنقلب لانضمام ما قبلها واوا، فقيل: مهيب ومبيع، فوزنهما: مفعل.

وقال الأخفش: إنّ الياء لمّا سكنت حذفت لسكونها وسكون الواو، وأبدلت من الضمّة قبلها كسرة، لئلاّ يصير إلى مهوب ومبوع، فتلتبس ذوات الياء بذوات الواو، فوزن مخوف على قوله: مفول، ووزن مهيب: مفيل.

والحجّة للخليل وسيبويه: أنّ واو مفعول أولى بالحذف من عينه، لأن حذف الزائد أولى من حذف الأصلىّ.

وقال الأخفش: إنما حذفت العين وأقررت الزائد، لأنّ الزائد لمعنى، وكلّ حرف لمعنى يقتضى المحافظة عليه، ألا ترى أنّ الياء لما سكنت فى باب قاض، ولقيها


(١) فى المجلس الحادى والثلاثين.
(٢) ساقط من هـ‍.