للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سئلت عن معنى قول المتنبّي (١)

وأنّك لا تجود على جواد ... هباتك أن يلقّب بالجواد

فأجبت بأنه استعار الجود للهبات، فأسند «لا تجود» إليها، والمعنى أنّ هباتك عظمت وتوالت، واحتقر فى جنبها هبات غيرك، فمنعت أن يسمّى جواد غيرك جوادا.

...

وسئلت عن قوله (٢)

كتمت حبّك حتّى منك تكرمة ... ثم استوى فيك إسرارى وإعلانى

كأنه زاد حتى فاض عن جسدى ... فصار سقمى به فى جسم كتمانى

فأجبت بأنه أراد: بالغت فى كتمانى حبّك، حتى أنّى كتمته منك تكرمة لك.

ويجوز (٣) أن يكون المعنى: إكراما للحبّ وإعظاما له، حتى لا يطّلع عليه، ثم


(١) ديوانه ١/ ٣٥٩، وقبل البيت الشاهد: نلومك يا علىّ لغير ذنب لأنك قد زريت على العباد يمدح على بن إبراهيم التنوخى. قال ابن سيده فى شرح البيت: «أى لم تترك هباتك أحدا غيرك يستحق أن يلقّب بالجواد إذا قيس بك. وتلخيص ذلك: أى لا تجود هباتك على أحد بهذا الاسم. . . ف‍ «أن» على هذا القول نصب بإسقاط الحرف، أى بأن يلقّب. و «هباتك» فاعلة بتجود. ولا تكون التاء فى «تجود» للمخاطبة، وتكون «هباتك بدلا من الضمير الذى فى «تجود»؛ لا يجوز ذلك ألبتّة؛ لأن المخاطب لا يبدل منه ألبتّة». شرح مشكل شعر المتنبى ص ٧٥.
(٢) ديوانه ٤/ ١٩٢، وحكى شارحه كلام ابن الشجرى.
(٣) هذا من كلام الواحدى. راجع شرحه ص ٨٧،٨٨.