للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المجلس الثالث والعشرون]

وهو مجلس يوم الثلاثاء، سلخ جمادى الأولى من سنة ستّ وعشرين وخمسمائة.

تفسير قوله عز وجل: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اِجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاِتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ تَوّابٌ رَحِيمٌ} (١).

يقال: اجتنبت الشىء: أى اعتزلته جانبا، وإن شئت أخذته من الجنابة، وهى البعد، قال علقمة بن عبدة (٢):

فلا تحرمنى نائلا عن جنابة ... فإنّى امرؤ وسط البيوت غريب

فالمعنى على هذا: باعدوا، وكلا القولين يرجع إلى أصل واحد.

والظنّ هاهنا: /التّهمة، ومنه قراءة من قرأ: «وما هو على الغيب بظنين» (٣) أى بمتّهم، قال أبو علىّ فى كتاب العوامل: وعلى هذا قوله: «أو ظنين فى ولاء» والصواب: «أو ظنينا» هكذا هو منصوب، عطف على مستثنى موجب فى رسالة (٤)


(١) سورة الحجرات ١٢.
(٢) ديوانه ص ٤٨، وتخريجه فى ص ١٤٤.
(٣) سورة التكوير ٢٤، وهى قراءة ابن كثير، وأبى عمرو، والكسائىّ. السبعة ص ٦٧٣، والكشف ٢/ ٣٦٤.
(٤) أوردها أبو العباس المبرّد فى كتابه الكامل ١/ ١٢.