للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسألة

المعلم والمعلمة زيد عمرا خير الناس إيّاه أنا (١)

الجواب: أن المعلم مبتدأ، والمعلمة معطوف عليه، وهو يقتضى اسما فاعلا، ويقتضى التّعدّى إلى ثلاثة مفعولين، كما يقتضى ذلك فعله الذى هو أعلم، فزيد فاعله، والهاء المفعول الأول، وعمرا الثانى، وخير الناس الثالث، وإيّاه ضمير مصدره، الذى هو الإعلام، أضمره وإن لم يجر له ذكر، لأن المصدر (٢) يحسن إضماره إذا ذكر فعله أو اسم فاعله، فمثال إضماره بعد ذكر فعله، فى التنزيل قوله تعالى: {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ} (٣) التقدير: البخل خيرا لهم، فحذف البخل وأضمره لدلالة {يَبْخَلُونَ} عليه، وهذا الضمير هو الذى يسمّى فصلا، ويسمّى عمادا، فلا موضع له من الإعراب، ومثال إضمار المصدر لدلالة اسم الفاعل عليه قول الشاعر:

إذا نهي السّفيه جرى إليه ... وخالف والسّفيه إلى خلاف (٤)

وقولك «أنا» خبر المبتدأ الذى هو المعلم، والمعلمة وإن كان عطفا على المعلم فإنه هو المعلم، لأنه وصف له، فلذلك كان «أنا» خبرا عنهما معا، فالتقدير: المعلم (٥) المعلمة زيد عمرا خير الناس أنا.


(١) حكى هذه المسألة عن ابن الشجرى: السّيوطىّ فى الأشباه والنظائر ٣/ ١٦٩، وأصلها عند المبرد فى المقتضب ٣/ ١٢٤ - ١٢٦. وانظر شرح الكافية ٣/ ٤٧. ومثل هذه المسألة يراد بها التدريب والتمرين، فلا ينبغى أن تتّخذ سببا للطعن فى النحو والنحاة.
(٢) فى الأصل «الفاعل» خطأ، وصوابه فى د، والأشباه.
(٣) سورة آل عمران ١٨٠. وجاء فى الأصل «تحسبن» بالتاء الفوقية، وجاء فى د يَحْسَبَنَّ بالياء التحتية. وتقدم الحديث عنهما فى المجلس الثامن والثلاثين.
(٤) فرغت منه فى المجلس العاشر.
(٥) فى د: «والمعلمة» بإقحام الواو. ولم ترد فى الأشباه، وهو صواب الكلام.