للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

داحس سابقا، وقد أكمنت له فزارة رجلا ليصدّه عن الغاية إن جاء/سابقا، فلطم وجهه ثم أمسكه، فجاء إلى الغاية مسبوقا.

وقوله: «منيت بخصم سوء»: أى بليت به، والنّآد: الشديدة من الدّواهى.

والقصم: الكسر، وجار أبى دؤاد: هو الحارث (١) بن همّام بن مرّة بن ذهل بن شيبان، كان أبو دؤاد الإيادىّ جاوره، فخرج صبيان الحىّ يلعبون فى غدير فغمسوا (٢) ابن أبى دؤاد فقتلوه، فقال الحارث: لا يبقى فى الحىّ صبىّ إلا غرّق فى الغدير، فودى ابن أبى دؤاد تسع ديات أو عشرا.

ويعسلن: من العسلان، وهو اهتزاز العادىّ، والحدأ: جمع حدأة، طائر معروف، ويلملم ونضاد: جبلان، ويقال أيضا: يرمرم.

بيت آخر (٣):

فإنّ لها جارين لن يغدرا بها ... أبو جعدة العادى وعرفاء جيأل

أبو جعدة: الذئب، وعرفاء (٤) جيأل: الضّبع، والضمير يعود على غنم تقدّم ذكرها، وإذا اجتمع الذئب والضّبع اشتغل كلّ واحد منهما بالآخر، وسلمت


(١) وهكذا فى النقائض ص ٩١، والأغانى ١٧/ ١٩٩، وقيل: إن جار أبى دؤاد هو كعب بن مامة. قالوا: كان كعب إذا جاوره رجل فمات وداه، وإن هلك له بعير أو شاة أخلف عليه، فجاوره أبو دؤاد الإيادىّ الشاعر، وكان يفعل به ذلك، فصارت العرب إذا حمدت جارا لحسن جواره قالوا: كجار أبى دؤاد، ثم أنشدوا بيت قيس بن زهير هذا. الدرة الفاخرة ص ١٣٠، وثمار القلوب ص ١٢٧، ومجمع الأمثال ١/ ١٦٣ (حرف الجيم-جار كجار أبى دؤاد). وانظر فى تضعيف هذه الرواية ديوان أبى دؤاد ص ٢٦٠.
(٢) فى النقائض: «فقمس الصبيان ابن أبى دؤاد» وقمس بمعنى غمس.
(٣) للكميت، كما فى المنصف ٣/ ٦، واللسان (عرف). وهو من غير نسبة فى كتاب الشعر ص ٢٩١، ورواية الصدر فيه، وفيهما: لنا راعيا سوء مضيعان منهما
(٤) يقال للضبع «عرفاء» لطول عرفها وكثرة شعرها.