للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فصل

فأمّا ما عوّض من لامه التاء

، فمنه «بنت» (١) وقد قدّمنا أن أصلها: بنوة، فحذفوا منها هاء التأنيث، ثم حذفوا الواو أو الياء التى هى لامها، وكسروا أوّلها، وأسكنوا ثانيها، وزادوا التاء فى آخرها، عوضا من لامها، فألحقوها بجذع.

وكذلك «أخت» أصلها: أخوة، فعلة، كبقرة، فحذفوا منها الهاء ثم اللام، وضمّوا أوّلها وأسكنوا ثانيها وعوّضوها التاء من محذوفها، فألحقوها بقفل، فليست التاء فيها وفى بنت كالتاء التى تلحق للتأنيث، فى نحو مرأة وظريفة، لأن هذه يلزم ما قبلها الفتح، فسكون النون من بنت، والخاء من أخت يخرج تاءيهما من أن تكونا من قبيل ما ذكرناه، إلاّ أنهما مع ذلك غير عاريتين من التأنيث بالكليّة، بدلالة قولك فى النّسب إليهما: بنويّ (٢) وأخويّ، حذفت التاء منهما كما حذفت تاء التأنيث فى قولك: مكّىّ وكوفىّ، ولو كانت مجرّدة من التأنيث لقيل بنتيّ وأختيّ.

ودليل آخر، وهو أن هذه التاء المزيدة فى بنت وأخت عوضا من محذوفيهما اختصّوا بزيادتها أسماء مؤنّثة، سيأتى ذكر جميعها، فمنها «ثنتان» وحكمها حكم بنت وأخت، فى حذف الهاء منها، ثم حذف لامها وتعويضها منها التاء، إلاّ أن المحذوف منها ياء، فأصلها: ثنية، مثل قصبة، أو ثنية، مثل سدرة، على ما قرّرناه فى مذكّرها.

/وهنت (٣) أصلها: هنوة، مفتوحة العين؛ لأن مذكّرها فعل، بدلالة جمعه


(١) الكتاب ٤/ ٣١٧، وسرّ صناعة الإعراب ص ١٤٩،١٥٠، والممتع ص ٣٨٥.
(٢) الكتاب ٣/ ٣٦٢.
(٣) انظر المراجع المذكورة، وأيضا الكتاب ٣/ ٣٦٤.