للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[[الجواب عن] المسألة الخامسة]

وأما «مزيّن» فلفظة تحتمل معنيين، لكلّ واحد منهما وزن غير وزن الآخر، أحدهما أن تكون عبارة عن مكبّر، ووزنه مفعّل، وهو اسم الفاعل من قولك: /زيّن يزيّن فهو مزيّن، كقولك: بيّن يبيّن فهو مبيّن.

والآخر أن تكون عبارة عن مصغّر، وزنه مفيعل، وهو مصغّر مزدان، ومزدان أصله مزتين، مفتعل من الزّينة، فقلبت ياؤه ألفا، لتحرّكها وانفتاح ما قبلها، فصار إلى مزتان، فكره اجتماع الزاى والتاء، لأنّ الزاى مجهور، والتاء حرف مهموس، فكرهوا التّنافر، فأبدلوا التاء دالا، لأن الدال توافق الزاى فى الجهر، وتقارب التاء فى المخرج، ولما أريد تصغير مزدان، وعدّة حروفه [خمسة (١)] اثنان زائدان، الميم والدال، ووجب (٢) أن يردّ إلى أربعة بحذف (٣) أحد الزائدين، لم يخل من أن تحذف الميم أو الدال، فكان حذف الدال أولى، لأمرين، أحدهما أن الميم تدلّ على اسم الفاعل، والحرف الدالّ على معنى أولى بالمحافظة عليه، والثانى أن الدال أقرب إلى الطّرف، والطّرف وما قاربه أحقّ بالحذف، ولمّا حذفت الدال بقى مزان، فقيل فى تصغيره: مزيّن، كقولك فى تصغير غراب: غريّب، فالضّمة التى فى المصغّر غير الضمة التى فى المكبّر، كما أن الضّمة التى فى أول بلبل تزول إذا قلت: بليبل.

...


(١) سقط من هـ‍.
(٢) فى الأشباه «وجب» بواو واحدة، وتبعه ناشر الطبعة الهندية من الأمالى. وهو خطأ.
(٣) فى هـ‍: فحذف.