للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المجلس الخامس عشر]

وهو مجلس يوم السبت، ثامن وعشرين من جمادى الآخرة، سنة أربع وعشرين وخمسمائة.

ثم إن سابور ذا الأكتاف جمّع لهم وسار إليهم، فأقام على الحضر أربع سنين، وإن النّضيرة بنت الضّيزن رآها سابور ورأته، فعشقها وعشقته، وكان من أجمل أهل دهره، وكانت من أحسن أهل زمانها، فأرسلت إليه: ما الذى تجعل لى إن دللتك على عورة المدينة؟ فقال: أجعل لك حكمك، وأرفعك على نسائى، /وأخصّك بنفسى دونهنّ، فدلّته (١) على قنوات كان يجرى الماء فيها من دجلة إلى المدينة، فقطع الماء عنهم، وفتحها عنوة، وقتل الضّيزن وأباد بنى العبيد، وأصيبت قبائل من حلوان بن الحاف بن قضاعة فانقرضوا.

قال ابن دريد (٢): تفرّعت قضاعة بين الحاف والحاذى (٣)، واشتقاق الحاف من الحفا، والحاذى من الاحتذاء. انتهى كلامه.

والحاف: مما حذفت العرب ياءه اجتزاء بالكسرة، كقولهم: العاص (٤)، فى العاصى


(١) حكى أبو الفرج والطبرى حيلة أخرى. انظرها فى الأغانى ٢/ ١٤٢، والتاريخ ٢/ ٤٩.
(٢) الاشتقاق ص ٥٣٦.
(٣) فى هـ‍: «الحادى» بالدال المهملة، هنا وفيما يأتى. وصوابه بالذال المعجمة.
(٤) سيأتى هذا فى المجلس الثالث والخمسين.