للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المجلس الموفى الثلاثين]

وهو مجلس يوم الثلاثاء، السادس عشر من شوال، سنة ستّ وعشرين وخمسمائة.

[مسألة]

إن قيل: لم لزم حذف النون من اسم الفاعل إذا اتّصلت به الكاف والهاء، ونظائرهما من الضمائر، فى قولهم: مكرماك ومكرموك، وضارباه وضاربوه، ولم يقولوا: مكرمانك ولا مكرمونك، ولا ضاربانه ولا ضاربونه، كما قالوا فى الفعل:

يكرمانك ويكرمونك، ويضربانه ويضربونه؟

فالجواب: أنّ بين النّونين فرقا، وذلك أن النون فى الفعل إعراب، فهى تثبت إذا اتصل الفعل بمضمر أو مظهر، علامة للرفع، وتسقط فى الجزم والنصب، والنون فى الاسم إنما هى بدل من حركة الواحد وتنوينه، فهى تسقط إذا أضفته إلى اسم ظاهر، كقولك: مكرما زيد، ومكرمو عمرو، وتثبت إذا حملته على الفعل فقلت:

مكرمان زيدا ومكرمون عمرا، فإذا اتصل بالضمير اعتزمت العرب على حذفها ألبتّة، فقالوا: مكرماك ومكرموك، وضارباه وضاربوه، قصروه فى هذه الحال على الإضافة، كما جاء فى التنزيل: {إِنّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ} (١) و {إِنّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ}


(١) سورة العنكبوت ٣٣.