للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المجلس الثامن]

/ وهو مجلس يوم السبت مستهلّ جمادى الأولى، من سنة أربع وعشرين وخمسمائة.

تفسير قوله تعالى: {قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً} (١) الآية. يقال للرجل: تعال، أى تقدّم، وللمرأة: تعالى، وللاثنين والاثنتين:

تعاليا، ولجماعة الرجال: تعالوا، ولجماعة النّساء: تعالين، وجعلوا التقدّم ضربا من التعالى والارتفاع، لأن المأمور بالتقدّم فى أصل وضع هذا الفعل، كأنه كان قاعدا فقيل له: تعال، أى ارفع شخصك بالقيام وتقدّم، واتّسعوا فيه حتى جعلوه للواقف والماشى، ويدلك على أن التقدّم الآن (٢) قد صار ضربا من الارتفاع قولهم: ارتفع فلان وفلان (٣) إلى الحاكم: أى تقدّما إليه، ورفع فلان فى سيره: أى تقدّم فيه، وأصله أنه كأنه أخبّ ناقته ليتقدم فرفع الخبب شخصها وشخصه، واستعملوا التّعالى

.


(١) سورة الأنعام ١٥١.
(٢) قوله «الآن» إشارة إلى التطور اللغوىّ.
(٣) حكى صاحب اللسان فى مادة (رفع) مثل هذا التعبير، واستشهد له، لكنه قال: «وهو من قولك: ارتفع الشىء، أى تقدم، وليس هو من الارتفاع الذى هو بمعنى العلوّ». وجعله ابن فارس من الرفع بمعنى تقريب الشىء، واستشهد له بقوله تعالى: وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ قال: أى مقرّبة لهم، ثم قال: ومن ذلك قوله: رفعته للسلطان. مقاييس اللغة ٢/ ٤٢٤.