للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المجلس التاسع والستون

كلام فى الظروف

الظّرف: كلّ اسم من أسماء الزمان والمكان «فى» مقدّرة فيه، فإن ظهرت إلى اللفظ صارت هى الظّرف، وصار ما بعدها اسما صريحا.

والفعل يعمل بغير وساطة الحرف الظّرفىّ، فى جميع ظروف الزمان؛ المبهم منها والمختصّ، لأنه يدلّ على الزمان من طريق المعنى وطريق اللفظ، فدلالته عليه من طريق اللفظ: أنك إذا قلت: كتب زيد وصلّى، دلّ هذا على ما مضى، وإذا قلت: هو يكتب وهو يصلّى، دلّ على الزمان الحاضر، وإذا قلت: سوف يكتب وسيصلّى، وصلّ يا زيد واكتب، ولا تصلّ على بكر ولا تكتب، دلّت هذه الصّيغ على زمان متوقّع.

ولا يتعدّى الفعل إلى مكان مخصوص إلاّ بواسطة، لأنه لا يدلّ على المكان إلاّ من طريق المعنى، من حيث لا يقع فعل إلاّ فى مكان، وقد جاء فى الشعر متعدّيا إلى /المكان المخصوص، فى نحو قوله (١):


(١) عامر بن الطفيل. ديوانه ص ٥٥، برواية: فلأبغينكم الملا وعوارضا ولأوردنّ الخيل لابة ضرغد والشاهد فى الكتاب ١/ ١٦٣،٢١٤، وشرح المفضليات لأبى محمد الأنبارى ص ٧١٢، والمذكر والمؤنث لابنه أبى بكر ص ٤٦٩، والمقصور والممدود لابن ولاّد ص ٨٨، والإيضاح ص ١٨٢، وشرحه: المقتصد ص ٦٤٤، وإيضاح شواهده ص ٢١٥، والمخصّص ١٥/ ١٦٣،١٧/ ٤٧، ومعجم ما استعجم ص ٨٥٨ (ضرغد)،١٠٤٦ (قبا)، وأسرار العربية ص ١٨٠، وسفر السعادة ص ٣٩١، وارتشاف الضرب ٢/ ٢٥٤، والخزانة ٣/ ٧٤، وغير ذلك مما تراه فى حواشى المحققين. و «قنا وعوارض وضرغد» أسماء مواضع. =