للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قول أبى الطيّب فى سيف الدّولة

إذا نحن سمّيناك خلنا سيوفنا ... من التّيه فى أغمادها تتبسّم (١)

/معدود فى أبياته النادرة، وقد عاب بعض نقّاد الشّعر قوله:

من التّيه فى أغمادها تتبسّم

وقال: أخطأ فى هذا، ووضع الشىء فى غير موضعه، وعند من لا ينقد الشعر حقّ نقده، ولا يلطف فكره للغوامض أنّ هذا البيت أحسن بيت له، ووجه الأخطاء أنه قال: تتبسّم من التّيه، وإنما يكون من التّيه العبوس، وأن يشمخ الإنسان بأنفه، كذلك يكون التائه المتكبّر، وإنما يكون التبسّم من المرح والفرح. انتهى كلامه.

وأقول: إنّ التبسّم قد يكون من المعجب بنفسه، التائه على أضرابه؛ استكثارا لما عنده، واستقلالا لما عندهم، فليس ينكر أن يكون التبسّم من الإعجاب، فكأنّ السّيوف تبسّمت إعجابا بأنفسها، لمشاركة الممدوح لها فى التسمية، فحقرت بذلك الرّماح وغيرها من السّلاح.

...


(١) ديوانه ٣/ ٣٦١، يمدح سيف الدولة. ورواه الحاتمى سماعا من المتنبى: أتحسب بيض الهند أصلك أصلها وأنّك منها ساء ما تتوهّم إذا سمعت باسم الأمير حسبتها من التّيه فى أغمادها تتبسّم ثم قال: الثانى من قول أبى نواس نقلا من جهة إلى جهة: تتيه الشمس والقمر المنير إذا قلنا كأنهما الأمير» الرسالة الموضحة ص ٢٠.