للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مسألة]

إن سمّيت بطيلسان، فى لغة من كسر (١) لامه، وفتحها أجود، قلت فى ترخيمه، فى المذهب المختار: يا طيلس تعال، ولا يجوز: يا طيلس، بالضم، لأنك تجعله فى هذه اللغة اسما قائما بنفسه، وليس فى كلامهم فيعل صحيح العين، إنما جاء ذلك فى المعتلّ، كسيّد وميّت وهيّن وليّن، وقد تقدّم ذكر هذا (٢).

فإن رخّمته فى لغة من قال: طيلسان، ففتح اللام، جاز ترخيمه على اللغتين؛ لأنّ مثال فيعل متّسع/في الصحيح، كجيدر، وصيرف، وضيغم، وقد تقدّم ذكر هذا أيضا.

فإن سمّيته هيّبان، رخّمته على اللّغة المختارة، فقلت: يا هيّب، ولم يجز:

يا هيّب بالضمّ، لأنه ليس فى الكلام فيعل معتلّ العين، وإنما جاز ذلك فى لغة من قال: يا حار، لأن الألف مرادة، بدلالة الفتحة عليها، وكذلك إن سميته بريهقان، لم يجز ترخيمه على لغة من قال: يا حار، لأنه ليس فى الصحيح ولا المعتلّ اسم على مثال فيعل.

وأجاز أبو سعيد السّيرافىّ: يا طيلس، بكسر اللام، على لغة من ضمّ آخر المرخّم، وإن لم يكن فى الصحيح اسم على فيعل، قال: كما جاز: يا منص، فجىء به على مفع، وليس مثله فى الكلام. وهذا تشبيه فاسد؛ لأنه شبّه مثالا تامّا بمثال ناقص، محذوف اللام، وإنما يشبّه التّامّ بالتامّ، كتشبيه طيلس بحيدر.

الرّيهقان: الزّعفران.


(١) وأنكر الأصمعىّ الكسر. الممتع ص ١٤٠، وانظر الكلام على ضبطه فى حواشى المعرّب ص ٢٢٧. والطيلسان: ثوب يلبس على الكتف. وقيل: ثوب يحيط بالبدن ينسج للبس، خال عن التفصيل والخياطة. وهو يشبه بهذا الوصف فى أيامنا: العباءة.
(٢) فى المجلس الخامس والأربعين.