للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المجلس الثانى

تقاسيم فى التثنية

قال أدام الله نعمته (١): التثنية والجمع المستعملان بالحرف أصلهما التثنية والجمع بالعطف، فقولك: جاء الرجلان، ومررت بالزيدين (٢) أصله: جاء الرجل والرجل، ومررت بزيد وزيد، فحذفوا العاطف والمعطوف، وأقاموا حرف التثنية مقامهما اختصارا، وصحّ ذلك لاتفاق الذاتين فى التسمية بلفظ واحد، فإن اختلف لفظ الاسمين رجعوا إلى التكرير بالعاطف، كقولك: جاء الرجل والفرس، ومررت بزيد وبكر، إذ كان ما فعلوه من الحذف فى المتفقين يستحيل فى المختلفين، ولمّا التزموا فى تثنية المتّفقين ما ذكرناه من الحذف كان (٣) التزامه فى الجمع مما لا بدّ منه ولا مندوحة عنه، لأنّ حرف الجمع ينوب عن ثلاثة فصاعدا إلى ما لا يدركه الحصر.

ويدلّك على صحة ما ذكرته لك أنهم ربّما رجعوا إلى الأصل فى تثنية المتفقين وما فويق (٤) ذلك من العدد، فاستعملوا التكرير بالعاطف، إما للضرورة، وإما للتفخيم، فالضرورة كقول القائل (٥):


(١) فى هـ‍: رضى الله عنه.
(٢) فى الأصل: «بالرجلين»، لكن فيه بعد ذلك فى التمثيل والتفصيل: «ومررت بزيد وزيد» وأثبت ما فى هـ‍، ومثله فى الخزانة ٣/ ٣٤٠، من كلام ابن الشجرى. وانظر المقتصد ١/ ١٨٣، وشرح المفصل ٥/ ٢، وشرح الجمل ١/ ١٣٥، والبسيط ص ٢٤٧.
(٣) فى الأصل: «وكان». ولم ترد الواو فى هـ‍، والخزانة.
(٤) فى هـ‍: «فوق». وما فى الأصل مثله فى الخزانة.
(٥) هو منظور بن مرثد الأسدىّ. ويقال: منظور بن حبة-وحبّة أمّه-انظر المؤتلف-