للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وليس يعنينى هنا أن أتحدّث عن هؤلاء الأعلام الذين حكى عنهم ابن الشجرى الرأى والرأيين، دون أن يعرض لهذه الآراء بتقوية أو تضعيف، ومن هؤلاء:

أبو عمرو بن العلاء، والخليل ويونس وأبو عبيدة معمر بن المثنى، وأبو عبيد القاسم ابن سلام، وأبو زيد والمازنى والجاحظ وابن قتيبة وثعلب وابن السراج وابن دريد وأبو بكر بن الأنبارى وابن درستويه وابن فارس وابن فورجة.

وإنما أذكر من هؤلاء الأعلام من أكثر ابن الشجرى من النقل عنهم، والانتصار لهم، والاستدراك عليهم، بما يجلو شخصيته النحوية، ويبرز موقفه من مصنفات الأوائل، وهو موقف ذو ثلاث شعب، كما رأيت، وسنرى من بين هؤلاء الأعلام من أخذ ابن الشجرى عنهم، ولم يصرح، وساق كلامهم كأنه من عند نفسه، وها أنا ذا أذكرهم بحسب وفياتهم:

سيبويه-أبو بشر عمرو بن عثمان

(١٨٠ هـ‍)

ابن الشجرى موصول النسب النحوى بسيبويه، قال أبو البركات الأنبارى فى ترجمة ابن الشجرى (١): «وعنه أخذت علم العربية، وأخبرنى أنه أخذه عن ابن طباطبا، وأخذه ابن طباطبا عن على بن عيسى الرّبعى، وأخذه الربعى عن أبى على الفارسى، وأخذه أبو على الفارسى عن أبى بكر بن السراج، وأخذه ابن السراج عن أبى العباس المبرد، وأخذه المبرد عن أبى عثمان المازنى وأبى عمر الجرمى، وأخذاه عن أبى الحسن الأخفش، وأخذه الأخفش عن سيبويه وغيره. . . . .».

وسيبويه إمام النحاة، وكتابه العظيم قرآن النحو، لا يخلو كتاب نحويّ من الأخذ عنه والنقل منه، وقد استكثر ابن الشجرى من حكاية أقواله والاحتجاج بكلامه، ثم نصب نفسه لشرحه والانتصار له، وتصحيح ما ذهب إليه. وقد تبعه ابن الشجرى فى مسائل كثيرة، تراها على امتداد «الأمالى»، غير أنى رأيته يتابع آراءه دون أن يصرح، فمن ذلك ما ذكره ابن الشجرى (٢) من أن «حسّانا» فى قول الشاعر:


(١) نزهة الألباء ص ٤٠٦، وترجمة ابن الشجرى آخر تراجم الكتاب.
(٢) المجلس السادس.

<<  <  ج: ص:  >  >>