للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

شملت الشاة: أى جعلت لها شمالا، وهذا هو المراد هاهنا.

وينتسج: يفتعل، من قولك: نسجت الثوب، فالمعنى: من يكن من أهل البدو يمارس ما يحتاج إليه الغنم.

[بيت]

إنّ هند الكريمة الحسناء ... وأي من أضمرت لوأى وفاء (١)

إنّ: هاهنا فعل أمر من قولهم: وأيت، أي وعدت، وهو موجّه إلى امرأة، وقد أكّد بالنون الثقيلة، فأصله: إى (٢)، كما تقول إذا أمرتها من وفيت: فى بقولك، ومن/وعيت: عى كلامى، ولمّا اتّصل بالنون أوجب ذلك إسقاط الياء، لالتقاء الساكنين، فقيل: إنّ، كما تقول من الوفاء: فنّ بما تقولين.

وأما «هند» فضمّتها بناء، لأنها مناداة، وحذف حرف النداء، كما حذف من قوله تعالى: {يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ} (٣)

وقوله: «الكريمة الحسناء» صفتان، ووجه نصبهما أنهما محمولتان على الموضع، لأن المنادى المفرد المعرفة يجوز فى صفته المفردة المعرّفة بالألف واللام، النصب حملا على الموضع، لأن النصب الذى ظهر فى قولك: يا عبد الله، ويا مكرما زيدا، ويا غلاما هلمّ، إذا لم ترد غلاما بعينه، محكوم به على موضع زيد فى قولك:

يا زيد، ويجوز فى صفته الرفع، حملا على اللفظ، لأن ضمّته وإن كانت بناء، تشبه ضمة الإعراب، لاطّرادها فى كل اسم منادى مفرد معرفة، كاطّراد الضمّة فى كلّ


(١) البيت من غير نسبة فى الإفصاح ص ٦٤، والمغنى ص ١٩،٣٩، وشرح أبياته ١/ ٥٧، ونسب مع ثلاثة أبيات أخر إلى يوسف بن أحمد، أبى يعقوب الدباغ الصقلى-وكان من كبار نحاة المغرب- فى إنباه الرواة ٤/ ٦٤، وكذلك نسبه السيوطى مع بيت ثان فى البغية ٢/ ٣٥٦، ولم يذكره فى شرح شواهد المغنى، ونسبه ابن أم قاسم إلى بعض المتأخرين من غير تعيين. الجنى الدانى ص ٤٠١.
(٢) راجع سر صناعة الإعراب ص ٨٢١،٨٢٩.
(٣) سورة يوسف ٤٦.