للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وألسن العرب متداولة [له (١)] فى قولهم: بدا لى فى هذا الأمر بداء، أى تغيّر رأيى عمّا كان عليه، ويقال: فلان ذو بدوات: إذا بدا له الرأى بعد الرأى.

وقوله: «أبا الضحّاك» نصب على النداء، فكأنه قال: ومن يك باديا ويكن أخا البدو، يا أبا الضّحّاك، وجعله أخا البدو، كقولك: يا أخا العرب، ويا أخا الحضر.

وإنما قال: ومن يك باديا، ثم قال: ويكن أخا البدو، لأنه قد يحلّ فى البدو من ليس من أهل البدو، فيسمّى باديا ما دام مقيما فى البدو.

فأما الشّمال فقد جاءت فى العربية على معان، منها اليد الشّمال، ومنها خليقة الإنسان، وجمعها شمائل، يقال: فلان كريم الشمائل، أى كريم الخلائق، قال عنترة (٢).

وكما علمت شمائلى وتكرّمى

وقد جمعت اليد الشّمال أيضا على الشّمائل، فى قوله جلّ اسمه: {يَتَفَيَّؤُا ظِلالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمائِلِ} (٣) وجمعت على الأشمل، فى قول الراجز (٤):

يبرى لها عن أيمن وأشمل

يبرى لها: يعرض لها.

والشّمال: وعاء كالكيس يجعل فيه ضرع الشاة، يحفظ به، يقال:


(١) ليس فى هـ‍ والخزانة.
(٢) ديوانه ص ١٤٩، وهو من معلقته الشهيرة، وصدره: وإذا صحوت فما أقصّر عن ندى
(٣) سورة النحل ٤٨.
(٤) أبو النجم العجلى. من أرجوزته العالية. انظر الطرائف الأدبية ص ٥٥، والكتاب ١/ ٢٢١، ٣/ ٢٩٠،٦٠٧، والخصائص ٢/ ١٣٠،٣/ ٦٨، والإنصاف ص ٤٠٦، واللسان (شمل-يمن) وغير ذلك مما تراه فى معجم الشواهد ص ٥٢٦.