للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الباب الثانى

آراء ابن الشجرى النحوية

سلكت سبيلين فى التعرّف على آراء ابن الشجرى: ما ذكره هو نفسه من قوله: وهذا ما خطر لى، أو: والقول عندى كذا، أو: والصحيح كذا والاختيار كذا، أو: فتأمل ما استنبطته لك، ونحو ذلك. ثم ما أورده النحاة المتأخرون، كابن هشام والمرادى والسيوطى والبغدادى، من أقوال وآراء نسبوها إلى ابن الشجرى.

وأريد أن أنبه بادىء ذى بدء إلى أنى وجدت فى «الأمالى» آراء كثيرة فى النحو والصرف واللغة، ساقها ابن الشجرى غير معزوّة إلى أحد ممن تقدمه، ولم أقطع بنسبتها إليه، لاحتمال وجودها فى كلام غيره ممن سبقه، وقد أمكننى عون الله وتوفيقه أن أردّ بعض هذه الآراء إلى أصحابها، وإذا كنت قد وقفت عند بعض هذه الآراء التى نسبها ابن الشجرى إلى نفسه أو نسبت إليه ورددتها إلى أصحابها من النحاة المتقدّمين، فما ظنّك بهذه الآراء التى جاءت فى «الأمالى» غير معزوّة ولا منسوبة؟

وقد وجدت كثيرا ممن يدرسون علما من الأعلام يحشدون آراءه حشدا، دون فصل بين ما قال وما حكى، وبعض مصنفى الكتب القديمة لم يعنوا بعزو كل رأى إلى قائله، خوفا من الإملال والإطالة، ولا نظنّ بهم إلا خيرا، هذا أمر، وأمر آخر أن حركة التأليف العربى عرفت لونا من ألوان التصنيف، تمثّل فى تلك الرسائل والكتب الصغيرة التى التقمتها الكتب الكبار، فضاعت فى غمارها وطويت فى لجّتها، وحين جاء أصحاب الموسوعات النحوية شغل بعضهم (١) بما انتهى إليهم


(١) قلت: «بعضهم» لأخرج العلامة البغدادى، فقد ذكر فى موسوعته العظيمة «خزانة الأدب» كثيرا من هذه الرسائل الصغيرة، وحرص على عزو الآراء ونسبتها إلى أصحابها الحقيقيين.

<<  <  ج: ص:  >  >>