للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فى توجيه قوله تعالى: {أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ}. وأشرت إلى ذلك من قبل (١).

هذا وقد أورد ابن هشام اعتراضا لابن الشجرى على أبى على الفارسى، ولم أجد هذا الاعتراض فى «أمالى ابن الشجرى»، قال ابن هشام (٢): وقول الفارسى فى {وَرَهْبانِيَّةً اِبْتَدَعُوها} إنه من باب «زيدا ضربته»، واعترضه ابن الشجرى بأن المنصوب فى هذا الباب، شرطه أن يكون مختصا، ليصحّ رفعه بالابتداء، والمشهور أنه عطف على ما قبله، و {اِبْتَدَعُوها} صفة، ولا بدّ من تقدير مضاف، أى:

وحبّ رهبانية، وإنما لم يحمل أبو على الآية على ذلك، لاعتزاله، فقال: لأن ما يبتدعونه لا يخلقه الله عز وجل.

بهاء الدين السّبكىّ-أحمد بن على

(٧٦٣ هـ‍)

من علماء البلاغة، وكتابه «عروس الأفراح» من الكتب المعتبرة فى الفنّ، وقد نقل عن ابن الشجرى فى كتابه المذكور (٣)، فى أثناء «شرح نفى النفى إثبات»، قال: يعنى أن الإنكار إذا دخل على النفى كان لنفى النفى، وهو إثبات، ولذلك قيل: إن أمدح بيت قالته العرب:

ألستم خير من ركب المطايا ... وأندى العالمين بطون راح

نقله ابن الشجرى فى «أماليه» ولولا صراحته فى تقدير المدح لما قيل ذلك.

ابن عقيل-عبد الله بن عبد الرحمن

(٧٦٩ هـ‍)

نقل عن ابن الشجرى نقلا غريبا، فقد ذكر فى باب المبتدأ والخبر، قال (٤):


(١) راجع الفقرة الحادية عشرة من الكلام على أبى على الفارسى.
(٢) المغنى ص ٦٣٩، وانظر كلام أبى على فى الإيضاح ص ٣١.
(٣) عروس الأفراح المنشور ضمن شروح التلخيص ٢/ ٢٩٧، وقارن بالأمالى-المجلس الرابع والثلاثين.
(٤) شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك ١/ ٢٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>