للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقد حذفوا الميم من «بينما» فى الشّعر، وهو من أقبح الضّرورات، كقوله:

فبيناه يشرى رحله قال قائل ... لمن جمل رخو الملاط نجيب (١)

أراد: فبينما هو، فحذف ميم «ما» وواو «هو» كما حذف الآخر ياء «هى» فى قوله:

دار لسعدى إذه من هواكا (٢)

شبّهوا الواو والياء المتحرّكتين الأصليتين بالواو والياء الساكنتين الزائدتين، / فى نحو: لقيتهو، ومررت بهى، وخذوهو، وإليهى.

فالهاء فى قوله «فبيناه» مبتدأ، وخبره «يشرى رحله» ولم يأت بإذ التى استعملها الآخر فى قوله:

فبينما العسر إذ دارت مياسير

و «يشرى رحله»: يبيعه، يقال: شريت الشىء: إذا اشتريته، وإذا بعته.

والملاط: العضد.

...


(١) ينسب للعجير السّلولىّ، وللمخلّب الهلالىّ. الكتاب ١/ ٣٢ (الحاشية) وشرح أبياته ١/ ٣٣٢، بقافية «طويل»، والقوافى للأخفش ص ٥١،٥٢، والأصول ٣/ ٤٣٩،٤٦٠، والتكملة ص ٣١، والعسكريات ص ١٩٩، وإيضاح شواهد الإيضاح ص ٣٩٦، والخصائص ١/ ٦٩، والإنصاف ص ٥١٢، وشرح المفصل ١/ ٦٨،٣/ ٩٦، وضرورة الشعر ص ٤٧،١١١، وضرائر الشعر ص ١٢٦، وشرح الجمل ٢/ ٢٣، واللسان (هدبد-ها) ٤/ ٤٤٦،٢٠/ ٣٦٦، والخزانة ٥/ ٢٥٧، وفهارسها. والشاعر يشبّه حاله فى هوى محبوبته وشدّة وجده بها، وما ورد عليه من السرور بلقياها بعد ما كابد من الحزن والأسى، بحال رجل ضلّ بعيره، فيئس منه، وجعل يبيع رحله ومتاعه، فبينا هو كذلك إذ سمع مناديا يبشّر به، ويعرّفه.
(٢) الكتاب ١/ ٢٧، والأصول ٣/ ٤٦١، والعسكريات ص ١٩٩، والتكملة ص ٣٠، وإيضاح شواهد الإيضاح ص ٣٩٤، والخصائص ١/ ٨٩، والإنصاف ص ٦٨٠، والفصول الخمسون ص ٢٧٤، وشرح المفصل ٣/ ٩٧، وضرورة الشعر ص ١١١، وضرائر الشعر ص ١٢٦، وشرح الجمل ٢/ ٢٣، ٥٨٨، والخزانة ٢/ ٥،٥/ ٢٦٤، وفهارسها. وانظر حواشى المحققين.