للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عمر رضوان الله عليه إلى أبى موسى، وذلك قوله: «المسلمون عدول بعضهم على بعض إلا مجلودا فى حدّ، أو مجرّبا عليه شهادة زور، أو ظنينا فى ولاء أو نسب».

وقال أبو إسحاق الزجّاج (١): أمر الله باجتناب كثير من الظّن، وهو أن نظنّ بأهل الخير سوءا، إذا كنّا نعلم أن الذى ظهر منهم خير، فأمّا أهل السوء والفسوق فلنا أن نظنّ بهم مثل الذى ظهر منهم.

وقوله: {وَلا تَجَسَّسُوا}: أى ولا تبحثوا عن الأخبار، ومنه أخذ الجاسوس، فهذا يعرف بالنّطق والسّمع، وقد يكون هذا المعنى باليد، كقولك: جسست الكبش بيدى، وذلك لتنظر أسمين هو أم هزيل.

وقال ابن دريد (٢): وقد يكون الجسّ بالعين، وأنشد:

فاعصوصبوا ثم جسّوه بأعينهم (٣)

قال الضحّاك بن مزاحم: قوله: {وَلا تَجَسَّسُوا} أى لا تلتمس عورة أخيك، وقرأه (٤) أبو رجاء والحسن وابن سيرين: {وَلا تَجَسَّسُوا} بالحاء، وهو من إحساس البصر، ومنه قوله تعالى: {هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ} (٥) أى هل ترى؟


(١) معانى القرآن ٥/ ٣٦.
(٢) الجمهرة ١/ ٥١،٥٢.
(٣) تمامه: ثم اختفوه وقرن الشمس قد زالا والبيت مع آخر قبله فى الموضع السابق من الجمهرة، ونسبا فى حواشيها لعبيد بن أيوب العنبرى، ولم أجدهما فى شعره الذى جمعه الدكتور نورى القيسى، الذى نشره بمجلة المورد العراقية (المجلد الثالث-العدد الثانى ١٩٧٤ م). والبيتان لعبيد بن أيوب فى التاج (جسس) مع اختلاف فى الرواية. ومن غير نسبة فى اللسان (جسس) أيضا. والبيت الشاهد فيه وفى التاج (خفا) من غير نسبة أيضا.
(٤) مختصر فى شواذّ القراءات ص ١٤٣، وزاد المسير ٧/ ٤٧١، وتفسير القرطبى ١٦/ ٣٣٢، والإتحاف ص ٣٩٨.
(٥) ختام سورة مريم.